اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل حياة بشار الأسد في روسيا

بشار الأسد الرئيس السوري السابق
بشار الأسد الرئيس السوري السابق

اعتبرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد محظوظ لأنه نجا من مصير القذافي بفضل الدعم الروسي، الذي أتاح له العيش حياة مريحة مليئة بالمال. وأوضحت الصحيفة أن الأسد تعلم من تجربة القذافي، سواء في الهروب أو في ضرورة امتلاك ممتلكات يمكن أن تكون ملاذًا في المستقبل، وهو ما فشل فيه القذافي وأتقنه الأسد.

كما أكدت أن الأسد تعلم درس القذافي، وذلك ليس فيما يتعلق بتفضيل الهروب على البقاء في بلد متهاوٍ فحسب، فصحيح أن الرئيس الليبي الراحل أدرك أهمية امتلاك العقارات والممتلكات التي قد تصبح ملاذاً في المستقبل، لكنه فشل في الهروب إليها في الوقت المناسب، أما الأسد فقد برع في كلا الأمرين.

وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الروسية لا تغطي أنشطة عائلة الأسد في موسكو، إذ يُعد الموضوع "محظورًا" ويفضل عدم التحدث عنه تجنبًا لإثارة السلطات السورية، التي قد تؤثر على القواعد العسكرية الروسية في دمشق. ومع ذلك، تنتشر شائعات حول حياة الأسرة في روسيا عبر قنوات "تلغرام" الممنوعة، ما يساعد على رسم صورة عن حياتهم في العاصمة الروسية.

وأبرز الصحفية أن ثروة الأسد في روسيا تعد العامل الأساسي في حياته الجديدة، موضحًا أن الأسد يعلم جيدًا أنه ليحظى بالاستقلالية في المنفى، يجب أن يكون ثريًا ليكتسب النفوذ ويظل مسيطرًا دون أن يصبح جشعًا أو طموحًا بشكل مفرط.

تُفيد صحيفة «إسرائيل هيوم» بأن «د»، الذي عمل في مجال العقارات في موسكو، كان قبل نحو عقد مشاركاً في تسويق أبراج موسكو سيتي قيد الإنشاء. وقال إنه في ذلك الوقت جاء ممثلون عن شخصية سورية رفيعة لشراء شقق فاخرة في المشروع، حيث اشتروا عدة شقق بأسماء أقارب الأسد وشركات تابعة له، ودفعوا المبالغ المطلوبة دون تفاوض.

على مر السنين، اشترت عائلة الأسد ما لا يقل عن 19 شقة في موسكو سيتي، حيث كانت أسعار الشقق العادية نحو 2 مليون دولار في ذلك الوقت، لكنهم فضلوا وحدات فاخرة. وأضاف «د» أن هذه الشقق لم تكن مجرد استثمار، بل كانت بمثابة تذكرة دخول إلى الطبقة الاجتماعية الرفيعة في موسكو. رغم ذلك، تجنب الأسد المشاركة في الحياة الاجتماعية لأثرياء موسكو، ربما بسبب مرض زوجته أسماء، أو الاكتئاب بعد خروجه من السلطة، أو بسبب توجيهات من أجهزة الأمن الروسية بعدم المخاطرة بسبب تهديدات الاغتيال.

وفقًا للتقرير، خصصت السلطات الروسية نصف جهاز الأمن الفيدرالي لحماية بشار الأسد وعائلته، وذلك بسبب التهديدات من الجهاديين، خاصة من دول كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي مثل الأوزبك والطاجيك، الذين قاتلوا في صفوف داعش وقد يعودون إلى روسيا للانتقام.

التقرير يشير أيضًا إلى أن الأسد قد ينخرط في عالم الأعمال من خلال أبنائه، حيث تم تأسيس شركات عقارية في موسكو، وخصوصًا من خلال ابنه حافظ الأسد، الذي درس في جامعة موسكو ويعرف الثقافة الروسية. كما تم نقل نحو 250 مليون دولار من سوريا إلى موسكو عبر عدة رحلات.

وفيما يتعلق بـ "نادي الديكتاتوريين المعزولين" في موسكو، الذي يضم شخصيات مثل بشار الأسد وفيكتور يانوكوفيتش الرئيس الأوكراني السابق، أصبح الظاهرة شائعة بين الحكام المعزولين، حيث يتكيف أبناؤهم مع الوضع ويستغلون المنفى.

الروس كانوا حريصين على تأكيد عدم لقاء بشار الأسد مع الرئيس بوتين منذ وصوله إلى موسكو، مشيرين إلى أن الرئيس الروسي لا يرغب في الظهور مع شخص فقد السيطرة على بلاده مثل يانوكوفيتش، ما جعله يظهر كخاسر.

بشار بحاجة لترك السياسة وراءه، في حين أن موسكو تضم العديد من اللاعبين الذين قد يكونون مستعدين للتعاون معه في مجال الأعمال، خاصة أن الأموال التي جلبها من سوريا قد تلعب دوراً كبيراً في ذلك.

وحسب الصحيفة العبرية، كان ألكسندر يانوكوفيتش الابن يُعتبر ثرياً قبل هروبهم إلى روسيا، حيث ازدهرت أعماله بعد الفرار، متجاوزاً العقوبات الغربية مثلما فعل بشار. وتقوم شركاته بتوريد الفحم إلى الاتحاد الأوروبي، وبعضه يتم نقله من الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى تركيا ومن ثم إلى وجهات أخرى.

على الرغم من اختلاف مجالات عمل عائلتي يانوكوفيتش والأسد، إلا أن بشار وأسرته قد يجدون فرصاً تجارية في موسكو تتناسب مع اهتماماتهم، مع توفر العديد من الفرص للأشخاص الذين يمتلكون الأموال والمرتبطين بالكرملين.