رئيس وزراء المجر: أوكرانيا قد تصبح أفغانستان جديدة

أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن الحرب في أوكرانيا قد تتحول إلى "عبء مرهق" و"يائس" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مشبهاً إياها بالحرب الأمريكية في أفغانستان التي استمرت لعقدين من الزمن دون أن تجد حلاً جذرياً. وفي مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون في دبي، أشار أوربان إلى أن الاتحاد الأوروبي قد أنفق مئات المليارات من اليوروهات لدعم أوكرانيا في مقاومتها للغزو الروسي، الذي بدأ قبل ثلاثة أعوام، محذراً من أن استمرار الوضع على هذا المنوال قد يجعل هذه الحرب عبئاً طويلاً على دول الاتحاد.

وذكر أوربان، في سياق المقارنة بين الحرب الأوكرانية والحرب الأمريكية في أفغانستان، أن الأخيرة استمرت 20 عاماً ولم يكن بالإمكان الخروج منها، وهو السيناريو الذي قد يواجهه الاتحاد الأوروبي في حالة استمرار النزاع في أوكرانيا. وذكر أن هذه الحرب قد تضر بالاتحاد الأوروبي بشكل يشبه ما حدث مع أميركا في أفغانستان، حيث الحرب التي لا نهاية لها تأخذ وقتاً طويلاً وموارد ضخمة، وتؤدي إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية وتؤثر على استقرار المنطقة.

كما كرر أوربان تأكيدات الكرملين بأن روسيا شنت الغزو في محاولة لعرقلة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، مشيراً إلى أن الوضع العسكري في ساحة المعركة يميل لصالح روسيا. وبالرغم من الانتقادات التي واجهها بسبب موقفه الذي بدا متماهياً مع مواقف روسيا، فقد دافع عن نفسه قائلاً إنه لا يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنما يدافع عن مصالح بلاده، مؤكداً أن التحدي الأكبر هو كيفية إقناع روسيا بوقف الحرب في الوقت الذي تحقق فيه المزيد من الانتصارات العسكرية وتوسع أراضيها.

وكان أوربان قد أجرى محادثات مع الرئيس الروسي في يوليو الماضي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، مما أثار استياء بعض قادة الاتحاد الأوروبي الذين اعتبروا ذلك بمثابة استرضاء لموسكو. كما أثار جدلاً في يناير الماضي حينما أوقف دعمه لتجديد العقوبات المفروضة على روسيا، وهو الموقف الذي يعكس معارضته المستمرة لسياسة العقوبات ضد موسكو منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي إطار توتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، طالب أوربان في وقت سابق بضمانات من أوكرانيا بخصوص حماية طرق إمداد الغاز والنفط إلى بلاده، وخاصة خط أنابيب "ترك ستريم"، مؤكداً أهمية الحفاظ على تأمين هذه الإمدادات في ظل الوضع الراهن.

فرنسا تدعو لبحث أزمة أوكرانيا

قال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن فرنسا تبحث مع حلفائها عقد قمة غير رسمية للزعماء الأوروبيين لمناقشة الوضع في أوكرانيا، ومن المتوقع أن تُعقد القمة يوم الاثنين.

وزير الخارجية البولندي رادوسواف شيكورسكي أعلن أن الرئيس الفرنسي ماكرون دعا إلى القمة في باريس. كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب اتبع أسلوب "الاستطلاع من خلال المعركة"، حيث يضغط ثم يغير موقفه بناءً على ما يحدث.

في وقت تتزايد الضغوط لإنهاء الحرب، يتركز اهتمام أوروبا على دورها في ضمان أمن أوكرانيا وتعزيز الأمن الجماعي. من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى إنشاء جيش أوروبي مع تزايد الشكوك بشأن حماية الولايات المتحدة لأوروبا.

أربعة دبلوماسيين أوروبيين أكدوا استمرار المناقشات لتحديد المدعوين للقمة، بما في ذلك احتمال دعوة بريطانيا. الأمين العام لحلف الناتو مارك روته حث الأوروبيين على تقديم أفكار ملموسة وزيادة الإنفاق الدفاعي.

وفي الوقت نفسه، اتفق وزراء خارجية مجموعة السبع على مواصلة التعاون لإيجاد اتفاق سلام دائم لأوكرانيا مع ضمانات أمنية قوية.