باحثة في الشؤون الفلسطينية لـ ”اتحاد العالم الاسلامي” غزة بين مؤامرات التهجير وصمود الأبطال

قالت الباحثة في الشؤون الفلسطينية " أحلام أبو السعود " ان المؤامرات الدولية والإقليمية تتصاعد لاستهداف أبناء قطاع غزة، تلك البقعة الصغيرة التي أصبحت عنوانًا للصمود والمقاومة. منذ حرب "طوفان الأقصى" التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، يكشف المشهد عن محاولات محمومة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت ذرائع واهية كإعادة الإعمار وتخفيف الكارثة الإنسانية.
وأوضحت في تصريحات خاصة لـ "اتحاد العالم الاسلامي" ، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى نقل سكان غزة إلى الدول المجاورة مثل الأردن ومصر، تؤكد وجود مخطط مدروس لتفريغ القطاع من سكانه، تمهيدًا لتحقيق الأجندة الصهيونية القائمة على محو الهوية الفلسطينية.
وأكملت أن هذه التصريحات ليست جديدة، بل هي امتداد لسياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف الشعب الفلسطيني عبر أساليب متعددة، تبدأ بالقصف الوحشي والتدمير الشامل، وتنتهي بمحاولات التهجير القسري. الهدف الأساسي لهذه المخططات هو تفريغ غزة من سكانها، مما يسهل على الاحتلال فرض سيطرته على الأرض وإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحه الاستراتيجية.
وأضافت إن الشعب الفلسطيني، وعلى رأسه أهل غزة، يدرك تمامًا خطورة هذه المخططات، وغزة ليست مجرد قطعة أرض؛ إنها ذاكرة تاريخية وهوية وطنية وثقافية متجذرة، كل محاولة لتهجير تُقابل بإصرار شعبي على البقاء والصمود. أهل غزة لا يرون في هذه المخططات سوى محاولة جديدة لإعادة إنتاج النكبة الفلسطينية، لكنهم مصممون على إفشالها مهما كانت التحديات.
وأوضحت ، أما بالنسبة للمواقف الدولية من هذه المخططات غالبًا ما تتسم بالتخاذل أو الصمت المريب، في ظل هيمنة الولايات المتحدة والغرب على القرار الدولي. لكن المؤلم أكثر هو غياب الدعم العربي الحقيقي للشعب الفلسطيني، حيث يقتصر الدور العربي في كثير من الأحيان على الوساطات الشكلية أو فتح الحدود لتقديم مساعدات لا تُغني ولا تُسمن من جوع. هذا الواقع يتطلب موقفًا عربيًا موحدًا من قبل جامعة الدول العربية وصارمًا للتصدي لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما يعد التهجير القسري للسكان جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، هذه المخططات، إذا ما نُفذت، تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يُلزم إسرائيل بوقف مخططاتها الاستعمارية القائمة على التهجير والتطهير العرقي.
واختتمت، لقد أثبت أهل غزة، الذين صمدوا عبر التاريخ قدرتهم على الصمود في وجه كل المؤامرات، فهم يدركون أن وجودهم على الأرض هو السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال. رغم الحصار والدمار، يواصلون بناء حياتهم اليومية ويثبتون للعالم أن الإرادة الفلسطينية لا يمكن كسرها، غزة ستبقى عنوانًا للصمود، ولن تستطيع أي قوة أن تنتزع سكانها من أرضهم، والشعب الفلسطيني، بعزيمته وإصراره، سيظل يقف حائط صد أمام كل المحاولات لتهجير أو كسر إرادته. المؤامرات تتبدد كما تبخرت سابقاتها، وستبقى غزة حرة بشعبها وأرضها، صامدة في وجه كل من يحاول النيل من عزتها وكرامتها.