إغلاق الحكومة الأمريكية.. تداعيات مؤلمة على الحياة اليومية للمواطنين

رفض مجلس النواب الأمريكي في الأيام الأخيرة تمرير مشروع قانون كان يهدف إلى منع الإغلاق الحكومي، مما دفع المواطنين الأمريكيين إلى القلق بشأن التأثيرات المحتملة لهذا القرار على حياتهم اليومية. في حالة عدم تمرير مشروع قانون الإنفاق، من المتوقع أن تتوقف الحكومة الأمريكية عن العمل في منتصف ليل يوم السبت، وهو ما يعني تعليق العديد من الوظائف الفيدرالية غير الأساسية.

كيف سيؤثر الإغلاق على الحكومة؟

لكي تظل الحكومة الأمريكية تعمل، يتعين أن يتم تمرير مشروع قانون الإنفاق في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ثم يتم توقيعه من قبل الرئيس جو بايدن قبل الموعد النهائي في منتصف ليل يوم الجمعة – السبت. ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن المشرعين سيذهبون إلى عطلة، وهو ما يجعل من غير الواضح ما سيحدث لهم. ولكن بالنسبة لآلاف الموظفين الفيدراليين غير الأساسيين، فإن الإغلاق يعني أن العديد منهم سيتوقفون عن العمل بشكل مؤقت.

خلال الإغلاق الحكومي الأخير الذي استمر من ديسمبر 2018 إلى يناير 2019، والذي كان أطول إغلاق حكومي في التاريخ، طُلب من 420 ألف موظف فيدرالي العمل دون أجر، بينما تم إجازة 350 ألف موظف آخر من وظائفهم بشكل مؤقت دون أجر. يُعتبر الموظفون "المستثنون" هم من استمروا في العمل أثناء الإغلاق، وهم عادة الذين يعملون في الخدمات الطارئة التي تتطلب الحفاظ على سلامة الأرواح البشرية أو حماية الممتلكات.

وفقًا لمكتب إدارة الموظفين الأمريكيين، فإن الموظفين الفيدراليين الذين يعملون أثناء الإغلاق يحق لهم الحصول على أجر بأثر رجعي بمجرد تخصيص التمويل، ويمكن لأولئك الذين تم إجازتهم الحصول على إعانات البطالة، وهي واحدة من المزايا التي تقدمها الحكومة الأمريكية لتقديم الدعم المالي للموظفين غير العاملين.

التأثيرات على البرامج الحكومية

إغلاق الحكومة سيؤثر أيضًا على عدد من البرامج الحكومية التي تهم المواطن الأمريكي. بالنسبة للضمان الاجتماعي، على الرغم من استمرار إرسال شيكات الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، إلا أن بعض العمليات قد تتأثر بالإغلاق. وفقًا لخطة الطوارئ التي تم نشرها في سبتمبر الماضي، قد تتوقف بعض الأنشطة مثل التحقق من الفوائد وإصدار بطاقات الرعاية الطبية البديلة.

أما بالنسبة لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP)، فبالرغم من أن فوائد الطعام من خلال هذا البرنامج ستستمر، إلا أن الإغلاق قد يؤثر على القدرة على تجديد تراخيص بطاقات المزايا. ويعتمد تأثر هذا الأمر على مدة الإغلاق. وإذا استمر الإغلاق لفترة طويلة، فقد تتأثر أيضًا مواعيد إصدار المزايا.

بالنسبة للمحاربين القدامى، ستستمر معالجتهم وتسليم مزاياهم، ولكن قد يتعرضون لبعض القيود في بعض الموارد مثل صيانة أراضي المقابر، والتي يمكن أن تتأثر بالإغلاق الحكومي.

الخدمات الأخرى التي ستتأثر بالإغلاق

من المتوقع أن يستمر إصدار جوازات السفر، بالإضافة إلى خدمات التأشيرات والخدمات القنصلية، ولكن قد يتباطأ إصدار هذه الوثائق اعتمادًا على مدة الإغلاق. وفيما يتعلق بالتعليم والقروض الطلابية، فبناءً على ما ذكرته وزارة التعليم، فإن منح بيل والقروض الطلابية الفيدرالية المباشرة ستستمر أثناء الإغلاق، ولكن قد تحدث بعض الاضطرابات التي قد تؤثر على المقترضين، خاصة في حالة استمرار الإغلاق لفترة طويلة.

وقالت وزارة التعليم الأمريكية في خطة الطوارئ التي وضعتها العام الماضي إن الأنشطة المتعلقة بمنح المنح الطلابية ستتوقف مؤقتًا إذا طال أمد الإغلاق. وكان العديد من الطلاب قد واجهوا مشكلات في الماضي بسبب الإغلاق، مثل تعذر الوصول إلى الوثائق الضريبية المطلوبة بسبب إغلاق مصلحة الضرائب الداخلية، ما منعهم من استكمال إجراءات الحصول على المساعدات الطلابية.

أخيرًا، ستشهد المنتزهات الوطنية والمتاحف التابعة لمؤسسة سميثسونيان في العاصمة واشنطن إغلاقًا خلال فترة الإغلاق الحكومي، مما سيؤثر على الأنشطة الثقافية والسياحية في واشنطن، وسيحرم المواطنين من التمتع بتلك الأماكن.

إغلاق الحكومة الأمريكية سيؤثر على العديد من القطاعات والبرامج الحيوية التي يعتمد عليها المواطنون الأمريكيون في حياتهم اليومية. بينما سيظل البعض محظوظًا بالحصول على الخدمات الأساسية، إلا أن العديد من الخدمات الأخرى ستتأثر، مما سيزيد من القلق بشأن استقرار الخدمات الحكومية التي لا غنى عنها.