الخطة الجريئة للمعارضة.. بنات الجولاني تعيد صياغة سوريا
نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي مطلع أن الخطة الجريئة التي وضعتها المعارضة المسلحة في سوريا كانت من بنات أفكار زعيمها أحمد الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، وأن الهيئة التي يقودها الجولاني لعبت دورًا محوريًا في صياغة هذه الخطة التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإقليمية.
وأشار المصدر إلى أن المعارضة السورية قد أبلغت تركيا بخططها للقيام بهجوم ضد قوات النظام السوري منذ ستة أشهر. وأوضح المصدر أن المعارضة شعرت بأنها حصلت على موافقة ضمنية من الجانب التركي لتنفيذ هذا الهجوم، مما يعكس تداخل المصالح الإقليمية في الملف السوري بشكل أكبر، ويدلل على الأبعاد الدولية والإقليمية للصراع في سوريا.
في السياق ذاته، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقاء تم في دمشق الأسبوع الماضي، أن الوضع الداخلي لإيران لا يسمح لها بإرسال المزيد من القوات العسكرية لدعم النظام السوري في هذا التوقيت. وفي ظل هذه التصريحات، تصاعدت التوترات بين طهران ونظام الأسد في الآونة الأخيرة، خاصةً وسط مزاعم بتسريب معلومات حساسة تتعلق بالقادة الإيرانيين المتواجدين في سوريا، ما يزيد من تعقيد العلاقات بين الطرفين في الفترة الراهنة.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالًا تناولت فيه معاناة الشعب السوري على مدار أكثر من 50 عامًا تحت حكم نظام الأسد، داعية الولايات المتحدة إلى أن تلعب دورًا أكبر في دعم الشعب السوري خلال محاولات الانتقال إلى مرحلة جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الراهن في سوريا قد يشكل فرصة سانحة لتحقيق التغيير الذي طال انتظاره، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها السوريون.
تزامنًا مع هذه التطورات، تتابع إسرائيل خطوات إستراتيجية تسعى من خلالها إلى فرض واقع جديد على الأرض في سوريا في ظل الفوضى السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد. وأفادت مصادر سورية بأن السلوك الإسرائيلي في المنطقة يظهر رغبة واضحة في استغلال هذه "الفرصة الثمينة" لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة لمصلحتها. ويعتقد العديد من المراقبين أن انهيار أركان الدولة السورية، مع غياب قيادة مركزية واضحة، قد فتح شهية إسرائيل لزيادة وتوسيع احتلالها لمناطق جديدة تتجاوز مرتفعات الجولان المحتلة.
وتُعتبر التحركات الإسرائيلية جزءًا من مسعى طويل الأمد لتثبيت السيطرة على مرتفعات الجولان، حيث تسعى تل أبيب إلى فرض الأمر الواقع بشكل تدريجي، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، وهو ما يتيح لها فرصة لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة الإستراتيجية.