صراع الرؤوس العسكرية.. 5 مرشحين لخلافة هرتسي هاليفي في منصب رئيس الأركان الإسرائيلي
تداولت وسائل الإعلام العبرية في الساعات الأخيرة أسماء خمسة مرشحين محتملين لتولي منصب رئيس الأركان الإسرائيلي، في وقت يُتوقع أن يصبح هذا المنصب شاغرًا خلال الأشهر القليلة المقبلة. هذا التغيير المحتمل يأتي بعد تلميحات من هرتسي هاليفي، رئيس الأركان الحالي، حول عزمه تقديم استقالته حال الانتهاء من التحقيقات الجارية المتعلقة بهجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023. ويعد هاليفي آخر مسؤول عسكري إسرائيلي له علاقة مباشرة بهذا الهجوم.
ووفقًا لتقرير القناة 13 العبرية، تم تحديد خمسة أسماء بارزة كمرشحين لخلافة هاليفي في هذا المنصب الرفيع. وكان اللواء إيال زمير، مدير عام مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، أبرز الأسماء المطروحة لخلافة هاليفي، ويُعتبر من أقوى المرشحين لهذا المنصب. ومن الجدير بالذكر أن زمير لم يكن في الخدمة خلال الهجوم الذي وقع في أكتوبر 2023، وهو معروف بقربه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي أعقاب إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، عرض زمير الاستقالة من منصبه، إلا أنه تم طلبه بالبقاء في مكانه بسبب الظروف السياسية والأمنية.
أما المرشح الثاني الذي يبرز في هذه القائمة فهو الجنرال أمير برعام، نائب رئيس الأركان الحالي. برعام كان في الخدمة خلال أحداث السابع من أكتوبر، ولكنه اختار الاختفاء عن الأضواء منذ تلك اللحظة، مما جعله محطًّا للجدل في بعض الأوساط العسكرية. ووفقًا للبعض، يهدف برعام إلى الحفاظ على موقفه في سباق الترشح بعيدًا عن التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن أي تصريحات أو أفعال قد تُفسر على أنها ضعف في القيادة.
الاسم الثالث الذي تم طرحه في هذا السياق هو قائد القيادة الشمالية أوري جوردين، الذي يُعرف بقوة شخصيته وقدرته على قيادة العمليات العسكرية بنجاح. ووفقًا للتقارير، فإن جوردين لم يتحمل مسؤولية الفشل الذي وقع في وقت سابق من هذا العام، وبرز كقائد قوي في جبهة الشمال، الأمر الذي دفع البعض لترشيحه لهذا المنصب الرفيع.
إضافة إلى هؤلاء الأسماء، ظهرت أيضًا نقاشات حول اسم رابع مرشح، وهو إليعازر توليدانو، رئيس قسم الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي. توليدانو يُعتبر من المقربين لرئيس الوزراء نتنياهو، ولكن ارتباطه الوثيق بأحداث 7 أكتوبر قد يجعله مرشحًا مثيرًا للجدل، خاصة في ظل الانتقادات التي طالت البعض بسبب تلك الأحداث.
وفي السياق نفسه، تم تداول اسم خامس في الأوساط العسكرية، وهو العميد أمير أفيفي، رئيس حركة "الأمنيين"، الذي يُعتبر من الوجوه العسكرية الشابة التي أثبتت جدارتها في عدة مجالات إدارية وعملياتية. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن إنجازاته في قيادة العمليات المختلفة داخل الجيش الإسرائيلي، ما يعزز فرصه في أن يكون أحد المرشحين الجادين لهذا المنصب.
وفي ظل هذه التطورات، تشير التوقعات إلى أن هرتسي هاليفي سيقدم استقالته في مارس/آذار من العام المقبل، بعد الانتهاء من التحقيقات المتعلقة بهجوم 7 أكتوبر. وقد تم الإعلان عن أن المستوى السياسي الإسرائيلي يفضل أن يترك هاليفي منصبه في غضون الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، مما يعكس توافقًا بين المستويين السياسي والعسكري على هذا التوقيت.
هذا التغيير في القيادة العسكرية الإسرائيلية يُنتظر أن يكون له تأثير كبير على السياسات العسكرية والأمنية في البلاد، خاصة في ظل التحديات الحالية التي تواجهها إسرائيل في العديد من الجبهات.