اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
شيخ الأزهر: مستعدون لزيادة المنح الدراسية لطلاب مالي وإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية مفتي الديار المصرية: نسعى لوضع قانون يُجرِّم الفتوى من غير المختصين بالتعاون مع الأزهر والأوقاف أمين البحوث الإسلامية: قضية الاستخلاف في الأرض تقتضي تكريم الإنسان وحفظه من الإهانة ما حكم الزواج بدون شهود؟.. الإفتاء تجيب الدكتور أسامة الأزهري: شعار وزارة الأوقاف هو البر والاحترام والاعتراف بجهود كل من خدم المؤسسة صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.. مفاوضات حاسمة وتحديات سياسية قبيل دخول ترامب البيت الأبيض أمين «البحوث الإسلامية»: الانتشار الميداني بين الناس ضرورة لاستعادة القيم مفتي الديار المصرية: هدفنا إعادة الوعي الصحيح والبناء العلمي بما يلبى الواقع بارنييه أمام معركة حاسم.. حكومة فرنسا بين التحديات البرلمانية وتهديدات حجب الثقة تشاد تضع حداً لعقود من التعاون العسكري مع فرنسا.. بداية فصل جديد في العلاقات الأفريقية الجامع الأزهر: المرأة ركيزة أساسية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز قدراتهم الرئيس السيسي يستقبل مستشار الرئيس الكونغولي لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات

مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

أعدت وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب، تقريرا شاملا حول ما يعول على تنظيم داعش مستقبلا.

وقال مرصد الأزهر، إنه رغم حالة الضعف التي يمر بها تنظيم داعش الإرهابي في وقتنا الحالي بسبب الهزائم التي تعرض لها وفقدانه كثيرًا من قادته بفاصل زمني قصير والملاحقات الأمنية لأفراده، فإن عملية تهريب نزلاء ينتمون للتنظيم من سجن "كوتوكالي" الذي يبعد 40 كيلومترًا من العاصمة "نيامي" بالنيجر، في يوليو المنصرم وما تلاها من عمليات مشابهة، يدل على قدرة التنظيم على القيام بعمليات نوعية ضمن إستراتيجية "هدم الأسوار".

واوضح مرصد الأزهر سلسلة "ما يعول عليه تنظيم داعش مستقبلًا" ارتأينا أن إستراتيجية "هدم الأسوار" التي تعني "اقتحام السجون وتهريب عناصر التنظيم المحتجزة فيها" هي واحدة من الأمور المهمة التي يعوّل عليها التنظيم، ومن خلال تتبعها ستتجلى لنا بعض العوامل التي تسهم في تشريح عقل التنظيم وتوقع خططه المستقبلية، الأمر الذي استحثنا أن نبحث في طبيعة تلك الإستراتيجية ومؤشراتها ودوافعها ودلالاتها، وذلك على النحو الآتي

الخلفية التاريخية

إن اقتحام داعش للسجون وتحرير عناصره الإرهابية ليست إستراتيجية جديدة عليه، بل قديمة أطلق عليها في خطابه الإعلامي اسم "هدم الأسوار". وقد ورث داعش هذه الإستراتيجية عن سلفه تنظيم القاعدة في العراق، إذ كان "الزرقاوي" يولي اهتمامًا كبيرًا لتحرير السجناء.

وقد استمر هذا الاهتمام متصاعدًا عبر مراحل تطور مختلفة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من خطط التنظيم. ولا تكاد تخلو كلمة من كلمات متحدثيه الإعلاميين من الإشارة إلى أهمية اقتحام السجون.

ويعود أول تطبيق عملي لإستراتيجية "هدم الأسوار" إلى عام 2004 بمحاولة "أبو أنس الشامي" استهداف سجن أبو غريب. ورغم أن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح المرجو للتنظيم، إلا أنها شكلت نقطة تحول في توجهاته.

وفي عام 2013، نفذ التنظيم سلسلة من الهجمات على السجون العراقية، ما أدى إلى إطلاق سراح مئات المقاتلين الذين انتقلوا إلى سوريا، وعززوا قدرة داعش على السيطرة على مناطق واسعة في البلدين. ومع تراجع نفوذ التنظيم وتعرضه لضربات متتالية، زاد تركيزه على استمالة أنصاره وتعبئتهم لتهريب السجناء.

كان ذلك متوازيًا مع خطاب إعلامي محفز على تهريب المعتقلين من السجون، إذ طالب "أبو بكر البغدادي" أتباعه في كلمته المعنونة بـ "وقل اعملوا"، بالهجوم على السجون لإطلاق سراح عناصر التنظيم وعائلاتهم.

وقال البغدادي، في هذا التسجيل الذي نشرته أبواق التنظيم "السجون السجون يا جنود الخلافة"، "إخوانكم وأخواتكم جدّوا في استنقاذهم ودكّ الأسوار المكبلة لهم، فكوا العاني..."، وأصبح ذلك دأب من جاء من بعده. وبعد مقتل "البغدادي"، وتولي "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" زعامة التنظيم، استمر في التركيز على قضية تهريب السجناء، وذلك وفقًا للخطابات المتكررة لقياداته، التي أكدت أهمية هذه القضية واستمراريتها. وكانت آخر عملية خطط لها "القرشي" قبل مقتله هي اقتحام سجن الصناعة بـ"الحسكة" في سوريا.

وفي عددها 246، وجهت صحيفة التنظيم الأسبوعية توجيهات صريحة لعناصر داعش باقتحام السجون وتهريب المسجونين، مؤكدة أن قيادة التنظيم تعد هذا الأمر واجبًا دينيًّا. ترتب على ما سبق وقوع سلسلة من الهجمات على مدى السنوات الأربع الماضية، شنها التنظيم لإطلاق سراح عناصره، وشملت سجونًا في مناطق متفرقة، بدءًا من أفغانستان وصولًا إلى إفريقيا، مرورًا بالشرق الأوسط. وقد بدأت هذه السلسلة من الهجمات في عام 2020 باستهداف سجن "ننغرهار" في أفغانستان وسجن "كانجباي" في الكونغو، ثم توسع نطاق هذه الهجمات ليشمل سجن الصناعة بـ"الحسكة" في سوريا في عام 2022، تلاه الهجوم على سجن "كوجي" في العاصمة النيجيرية "أبوجا".

وفي عام 2023، شن التنظيم هجومًا على سجن الرقة في سوريا، قبل أن تختتم هذه السلسلة باستهداف سجن "كوتوكالي" في يوليو الماضي، وهذه الهجمات المتكررة والمتنوعة جغرافيًّا تشير إلى إستراتيجية ممنهجة من التنظيم لتعزيز صفوفه وإطلاق سراح عناصره.

دوافع هدم الأسوار عند داعش

ثمة جملة محركات باعثة لداعش على شن هحمات تستهدف اقتحام السجون وتهريب نزلائها، نذكر منها:

1. استعادة النفوذ وتعزيز المكانة، وذلك من خلال ما يلي: التعويل على الاقتحامات السابقة: استلهم التنظيم من قدرته على تحرير أعداد كبيرة من عناصره القابعة في السجون، أن تكون لاحقًا منطلقًا ومحفزًا مهمًّا لعملياته. تعويض الخسائر: يسعى التنظيم إلى تعويض الخسائر البشرية التي لحقت به في المعارك عن طريق تحرير العناصر المسجونة وضمها مرة أخرى. بناء القوة القتالية وإعادة الهيكلة: يهدف التنظيم إلى إعادة بناء شبكاته النائمة وتفعيل خلاياه الكامنة التي تسهل مسألة اقتحام السجون.

2. الدعاية والتأثير: تعزيز الصورة القتالية: يسعى التنظيم إلى تعزيز صورته كقوة قادرة على حماية عناصره وتحرير المعتقل منهم. الغلبة والتفوق على المنافسين: يهدف التنظيم بعلميات الاقتحام إلى إحراج التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تتبع أساليب تفاوضية، وإظهار تفوقه عليها. تجنيد المزيد من الأنصار: يستخدم التنظيم قدرته على تحرير أتباعه من السجون والمعتقلات أداة للترويج لأفكاره وجذب المزيد من الأنصار، لا سيما من عناصر التنظيمات الأخرى التي لا تسعى إلى تهريب عناصرها المسجونة.

3- البعد الإستراتيجي: تشكيل تهديد مستمر: يهدف التنظيم إلى الحفاظ على تهديده المستمر للدول والمجتمعات، من خلال إظهار قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية.

إلهاء الأجهزة الأمنية: يسعى التنظيم إلى استنزاف الأجهزة الأمنية بعمليات الملاحقات والتحقيق، ما يربك قدرتها على مواجهة التهديدات الأخرى.

آليات تنفيذ الإستراتيجية يستند داعش في إستراتيجية هدم الأسوار على جملة من الآليات،

نذكر منها: التنقيب عن نقاط الضعف: يحدد تنظيم داعش السجون التي تعاني ضعفًا في الإجراءات الأمنية، أو تلك التي يوجد بها عدد كبير من عناصره.

تكوين خلايا نائمة داخل السجون: يعمل داعش على تكوين خلايا نائمة داخل السجون مهمتها التنسيق وتبادل المعلومات. استغلال التكنولوجيا الحديثة: يلجأ داعش إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف المحمولة المشفرة، للتواصل مع عناصره داخل السجون وتوجيه عمليات الهروب.

التحريض وخطابات الكراهية: يستخدم داعش وسائل الإعلام غير التقليدي لنشر الدعاية وتوجيه رسائل تحريضية لعناصره داخل السجون، بهدف تشجيعهم على الهروب.

دلالات استهداف داعش للسجون تُظهر إستراتيجية تنظيم داعش في تهريب المسجونين مجموعة من الدلالات المهمة يمكن تلخيصها على النحو التالي:

إستراتيجية واضحة المعالم: يؤكد التنظيم وجود خطة مدروسة لتهريب عناصره، إذ يلجأ إلى مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك الهجمات المباشرة والتعاون مع شبكات التهريب.

وهذا يكشف قدرة التنظيم على التخطيط والتكيف مع الظروف المتغيرة. تعزيز شرعية القيادة الجديدة: يسعى زعيم التنظيم الجديد إلى تأكيد قدرته على قيادة التنظيم من خلال التركيز على قضية تحرير المسجونين، التي تعد قضية محورية بالنسبة لعناصره. هذا الأمر يساعده على رفع الروح المعنوية لأفراده.

تهديد مستمر للأمن الإقليمي: يُظهر اقتحام السجون قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات معقدة في مناطق مختلفة، مما يشكل تهديدًا مستمرًّا للأمن والاستقرار في بعض المناطق. مرونة التنظيم وقدرته على التكيف: تُظهر عمليات تحرير الأسرى أن التنظيم يتمتع بقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، إذ تستطيع فروعه المختلفة تنفيذ عمليات مستقلة، حتى في ظل الضغط على المركز.

موضوعات متعلقة