ألعاب الظل.. الإخوان وتكتيكات التأثير في انتخابات تونس 2024
حذر محللون سياسيون في الأيام الأخيرة من تبني جماعة الإخوان المسلمين لاستراتيجية جديدة تهدف إلى التأثير على الرأي العام التونسي عبر صفحات مشبوهة، وذلك بعد رفض طلب ترشح عبداللطيف المكي، الإخواني المنشق، للسباق الرئاسي. كان المكي يُعتبر ورقة رابحة للجماعة للعودة إلى المشهد السياسي التونسي.
أشارت تقارير إعلامية إلى أن هناك مجموعة من الجهات التي تشن حملات مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن جميعها تشترك في هدف واحد، وهو توجيه الرأي العام ضد الرئيس قيس سعيد ومسار 25 يوليو، الذي أثر على مصالحهم السياسية والمالية وأضر بشبكات نفوذهم داخل الدولة.
من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في تونس في 6 أكتوبر المقبل، وقد أعلنت هيئة الانتخابات قبول ملفات ثلاثة مرشحين: الرئيس الحالي قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" عياشي زمال.
في هذا السياق، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد في تصريحات له يوم الجمعة وزير الداخلية إلى "مزيد من اليقظة والتأهب" لمواجهة محاولات تأجيج الأوضاع، التي وصفها باليائسة. وأكد سعيد أن "التسريبات التي تنشر على صفحات مأجورة تهدف لإرباك التونسيين"، كما أوضح في فيديو نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية.
وأوضح سعيد أن "الانتخابات ليست حرباً بل موعداً يتجدد في مواعيد محددة وفق ما ينص عليه الدستور"، مشيراً إلى أن بعض الأطراف التي تابعة للوبيات مرتبطة بجهات خارجية لا تقوم بحملة انتخابية بل بحملة مسعورة ضد الدولة التونسية وضد الشعب التونسي.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "العرب" اللندنية أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة مؤثرة في الدول العربية، حيث تمكنت من توجيه بعض السياسات بفضل الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها بين الشباب. وقال المحلل السياسي نبيل الرابحي إن "الفضاء الافتراضي أصبح سلاحاً استراتيجياً لبعض الدول للتأثير على توجهات الناخبين"، مشيراً إلى استخدام الفيسبوك لانتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة.
من جانبه، أشار المحلل السياسي محمد الميداني إلى أن جماعة الإخوان تعمل سراً مع لوبيات رجال الأعمال المتضررين منذ الإطاحة بحكم حركة النهضة، بهدف إرباك الوضع العام. وأوضح أن هناك صفحات مدفوعة الأجر تدعو إلى التمرد ورفض النظام القائم، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.
كما أكد أن الإخوان يستخدمون نفس الأساليب التي اعتمدوا عليها أثناء فترة حكمهم، عبر نشر محتويات زائفة ومضللة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه التصريحات في ظل النظر في قضية تتعلق بشركة "أنستالينغو" المتهمة بالتلاعب بالرأي العام لصالح حركة النهضة.
في السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي نزار الجليدي أن بعض الصحفيين ينشرون أكاذيب بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في تونس، في إطار حملات ممنهجة تديرها حركة النهضة ومن يساندها في الخارج. وأشار إلى أن الجماعة تستخدم الشباب التونسي لتنفيذ أجندات خاصة عبر صفحات مشبوهة تستهدف النظام التونسي والرئيس قيس سعيد.
في تطور آخر، أعلنت المحكمة الإدارية في تونس رفض الطعن المقدم من عبداللطيف المكي بعد رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية. ويعتبر المراقبون المكي "عصفور النهضة" الذي كانت الحركة تأمل من خلاله العودة إلى المشهد السياسي، إلا أن السلطات التونسية اكتشفت محاولات الإخوان لاختراق الانتخابات وأثبتت التزوير في التزكيات الشعبية التي قدمها المكي.