اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تضامن الجامعات الإسبانية مع القضية الفلسطينية: نداء لقطع العلاقات مع إسرائيل

عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن التضامن والدعم للشعوب المضطهدة، تلعب الجامعات دورًا حاسمًا في نشر الوعي وتعزيز الحوار العالمي، وفي ضوء التصاعد العنيف في قطاع غزة، تواجه الجامعات الإسبانية الآن تحديًا أخلاقيًا جديدًا، فقد أعلنت هذه الجامعات استعدادها لتعليق أي تعاون مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، ما لم تظهر تلك المؤسسات إلتزامًا واضحًا بالسلام.

في الآونة الأخيرة، شهدت عدة دول من أوروبا الغربية اتساعًا في الاحتجاجات الطلابية وتصاعدًا لها، حيث خرج الطلاب للتعبير عن رفضهم للعنف والاضطهاد الذي يعاني منه الفلسطينيون في غزة، وقد تأثر الشباب بحراك الاحتجاجات الذي شهدته الجامعات الأمريكية، واستلهموا منه الشجاعة والدافع للتظاهر والتعبير عن مواقفهم.

واستجابة لمطالب الطلاب وتعبيرًا عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، أصدر مجلس الجامعات الإسبانية بيانًا يدين فيه أعمال العنف ويؤكد تضامنه مع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرًا.

وفي هذا البيان، أعرب المجلس عن دعمه وتأييده للطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات، التي تندد بالعنف في غزة وتطالب بوقف الأعمال العسكرية الإسرائيلية.

وجدير بالذكر أن المجلس أكد ضرورة إيقاف الأعمال العنيفة فورًا والالتزام بالقوانين الدولية الإنسانية، وفي إطار هذه الاحتجاجات طالب المجلس بمراجعة العلاقات مع إسرائيل، وفي حالة عدم التزامها بالسلام واحترام القوانين الدولية، فإنه يجب تعليق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الإسرائيلية.

وعلى الرغم من اللهجة الدبلوماسية المستخدمة في البيان، إلا أنها لم ترضي تمامًا الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، التي استمرت بطابعالسلمي في جميع أنحاء إسبانيا. وأعرب المتحدث باسم المحتجين، سيباستيان غونزاليس، الذي يدرس القانون والعلوم السياسية في جامعة كومبلوتينسي في مدريد، عن رغبتهم في أن يلبي الحكومة ورؤساء الجامعات مطالبهم بقطع العلاقات مع إسرائيل.

وأضاف غونزاليس أنهم مستعدون لرفع المخيمات عندما تتحقق مطالبهم، في حين سيواصلون المقاومة بشكل سلمي حتى ذلك الحين.

وتأسس مجلس الجامعات الإسبانية في عام 1994، ويضم ما مجموعه 76 جامعة إسبانية، 50 منها عامة و26 خاصة.

وفي إسبانيا، بدأت الاحتجاجات في جامعة فالنسيا في 29 أبريل، حيث نصب الطلاب نحو عشرين خيمة للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

وامتدت هذه الاحتجاجات إلى جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك برشلونة، مدريد، إقليم الباسك، أليكانتي، والأندلس.

في السابع من أكتوبر، اندلعت حرب في غزة بعد تنفيذ هجوم غير مسبوق من قبل حماس على جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصًا، بينهم معظمهم مدنيون، وفقًا لتعداد فرانس برس استنادًا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

كما تم اختطاف أكثر من 250 شخصًا، مع بقاء 128 محتجزين في غزة، وتوفي 37 منهم، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

وتعهد الاحتلال برد على الهجوم بـ "القضاء" على حماس، وقامت بتنفيذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في غزة، مما أسفر عن سقوط 34904 قتلى، معظمهم مدنيون، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.

وأثارت حرب غزة موجة احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية لأسابيع بكثافة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، وانتشرت هذه الموجة بعد ذلك إلى مدن في أوروبا وحتى أستراليا.