اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

قيادي بـ”الأوقاف” القطرية: لاحظنا قلة الأبحاث التي تناولت الاعتدال والتسامح

ناقشت ندوة الأمة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب قضية «ثقافة الاعتدال والتسامح» ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثاني والذي تنظمه إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وذلك بحضور غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وقيادات الوزارة وعدد من الأئمة وطلبة العلم.

وتناولت الندوة التي تحدث بها كل من الدكتور عبد القادر بخوش أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بكلية الشريعة في جامعة قطر ود. إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ود. محمد الجاسم الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة قطر – الدور الذي تضطلع به «ثقافة الاعتدال والتسامح» في مدّ جسور التواصل والتعارف بين الثقافات والحضارات والديانات وانعكاساتها الإيجابية على علاقات التفاعل الحضاري بشكل عام.

وأكد الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، حرص الإدارة على تعميق ثقافة القيم الإسلامية في المجتمع، مشيرًا إلى أن هذه الندوة تأتي تعبيرًا عن مدى استشعار إدارة البحوث، وإدراكها أهمية نشر قيم وثقافة الاعتدال والتسامح التي هي في أصلها قيم إسلامية أصيلة.

وصرح بأن الموسم الثقافي الثاني لندوة «الأمة»، الذي تنظم ندواته تحت شعار: «قيمنا.. عماد الحضارة وسبيل النهوض» يعكس جانبًا من قناعة الإدارة التي تعمل على بسطها بأن القيم الإسلامية تبقى دائمًا أهم مقومات الإمكان الحضاري التي تتوفر لنهوض الأمة وعودة صدارتها.

وتحدث د. محمد الجاسم في المحور الأول عن أبعاد «الرؤية القرآنية لثقافة الاعتدال والتسامح» خلال ثلاث زوايا هي ثقافة الاعتدال والتسامح في ضوء الخطاب القرآني؛ وثقافة الاعتدال والتسامح في ضوء الحديث النبوي؛ وثقافة الاعتدال والتسامح في مسيرة الحضارة، مع تقديم نماذج من هذه المسيرة.

وأكد أن تأسيس مفهوم الاعتدال والتسامح يجب أن يبنى على حذر لأن استيراد هذه المفاهيم من الخارج قد يكون فيه ما يتصادم مع القرآن الكريم والشريعة الغراء.

وأوضح أن الاعتدال في الاستعمال اللغوي يدور حول معنيين أولهما الاستواء والاستقامة والآخر القصد والاتزان، مستعرضًا بداية استخدام لفظ الاعتدال في اللغة شعرًا وأدبًا وقرآنًا وسنة.

ونوه بأن المعاجم الحديثة استوردت معنى الاعتدال من اللغة الإنجليزية وعرفته بأنه مقابل للتطرف على خلاف معنى اللفظة ومفهومها العربي وذلك نتيجة للنقل عن الإنجليزية والتي اقتبست هذا المعنى من الفرنسية.

وأكد أنه بالرجوع إلى قواعد بيانات البحث العلمي لوحظ قلة الأبحاث التي تناولت الاعتدال والتسامح حيث غاب عن الطرح الأكاديمي طيلة 40 سنة لم يتم تناولها رغم وجود قضايا عايشتها الأمة كانت تستدعي الكتابة عن الاعتدال والتسامح غير أن ذلك لم يحدث، حيث ظل الوضع قائمًا على هذا النحو حتى أحداث 11 سبتمبر.

بدوره تحدث الأستاذ الدكتور عبد القادر بخوش في المحور الثاني عن موضوع «ثقافة الاعتدال والتسامح: الذات والآخر المختلف» من خلال ثلاثة محاور فرعية هي الاعتدال والتسامح على مستوى الذات (المذهب؛ الطائفة؛ الجماعة)؛ والاعتدال والتسامح باعتباره جسرًا للتواصل بين الثقافات والحضارات والديانات؛ وثقافة الاعتدال والتسامح في المجتمع القطري.

وقال: الاعتدال والتسامح بين الذات والآخر في الإسلام يتجلى في ثلاث صور أولاها الاعتدال والتسامح كقيمة حضارية إسلامية، وثانيها في علم الأديان في القرآن الكريم وكتابة المسلمين، وآخرها في التعايش الديني والثقافي داخل الدولة الإسلامية.

من جانبه تحدث د. إبراهيم بن صالح النعيمي في المحور الثالث للندوة عن «الرؤية المستقبلية» حول كيفية تفعيل دور المؤسسات الرسمية والخاصة، على مختلف المستويات؛ للارتقاء بثقافة الاعتدال والتسامح متخذًا من «مونديال قطر 2022م أنموذجًا».

وأكد أن على المؤسسات دوراً كبيراً في الدفع بثقافة الاعتدال والتسامح والحوار وتعزيز تلك الثقافة لدى كافة أفراد المجتمع وإظهار صورة تلك الثقافة أمام الجميع. وذهب إلى أن الإسلام حارب العنصرية والإقصاء ودعا إلى التسامح والاعتدال مستشهدًا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تقيٌّ، وفاجرٌ شقيٌّ، أنتم بنو آدمَ، وآدم من تراب، لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ، إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ، أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ».