اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

ذكري تحرير طابا.. عودة الشبر الأخير لوطنه بمعركة استرداد ناجحة

طابا
طابا

منذ 35 عامًا، في يومٍ كهذا، تم تحقيق إنجاز تاريخي لجمهورية مصر العربية، فقد عادت طابا، آخر شبرٍ من أراضي سيناء التي كانت تحت سيطرة إسرائيل، إلى حضن الوطن المصري.

كان ذلك اليوم نتيجة للنصر العسكري الذي حققته مصر في حرب أكتوبر عام 1973، والذي أعقبته جهود دبلوماسية وقانونية كبيرة لتأكيد أحقية مصر في هذه الأراضي، ويعتبر هذا الانتصار من أهم الإنجازات في تاريخ مصر الحديث، حيث تم استعادة السيادة على أرض مقدسة واستراتيجية.

توسيع النفوذ الإسرائيلي

بدأ الخلاف عندما استهلت إسرائيل على طابا بهدف توسيع منفذها الوحيد على البحر الأحمر، ولتعزيز سيطرتها على هذا المسطح المائي ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، وبعد حرب أكتوبر 1973، بدأت مصر وإسرائيل مفاوضات السلام، وقام الرئيس الراحل أنور السادات بتوقيع معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، التي أكدت انسحاب إسرائيل من سيناء.

معركة الاسترداد

اندلع خلاف بين مصر وإسرائيل بشأن 13 علامة حدودية أخرى تم اكتشافها، حيث أرادت إسرائيل ضمها إلى أراضيها، وأعلنت مصر رفضها التام للتنازل عن أي جزء من أراضيها.

دور التحكيم الدولي

في عام 1986 وافقت إسرائيل على اللجوء للتحكيم الدولي لحل النزاع، وتم التوصل إلى اتفاق في سبتمبر 1986 بشأن مهمة المحكمة في تحديد حدود طابا.

وفي سبتمبر 1988، أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخي لصالح مصر، معلنة مصرية طابا بشكل كامل وإجلاء القوات الإسرائيلية والمدنيين منها.

في نوفمبر 1988 تم حسم القضية من خلال اتفاق روما التنفيذي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، تم حل المسألة بشكل سلمي ووفقًا للقانون الدولي، واستند الاتفاق إلى حكم هيئة التحكيم الدولية وأكد تحديد الحدود بين مصر وإسرائيل واستعادة مصر للسيادة الكاملة على طابا.

العودة إلى السيادة المصرية

بناءً على اتفاق روما، قامت إسرائيل بإجلاء القوات العسكرية والمستوطنين الإسرائيليين من طابا، وعادت السيادة المصرية للأرض، تم استقبال هذا الانتصار بفرحة كبيرة في مصر وتأكيدًا لقدرة الدبلوماسية والقانون في استعادة الأراضي المغتصبة.

منذ عودة طابا إلى السيادة المصرية، شهدت المنطقة تطورات هامة، حيث تحولت منطقة طابا إلى منتجع سياحي شهير على البحر الأحمر، حيث يتوافد السياح من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بشواطئها الجميلة والغطس في الشعاب المرجانية الرائعة، كما تم تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات السياحية لتلبية احتياجات الزوار.