اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف حرائق إسرائيل تلتهم 24 ألف دونم وتشعل عديد الخلافات الداخلية من ”ضربة قاصمة” إلى محرقة مستمرة.. خطاب الحرب الإسرائيلي يتقاطع مع جرائم غزة سوريا على صفيح ساخن.. تهدئة حذرة في ريف دمشق وسط تصاعد الهجمات والغليان الطائفي 100 يوم في البيت الأبيض.. ما الذي تحقق من وعود ترامب وتعهداته الانتخابية؟ إسرائيل تحترق.. بين ألسنة اللهب ومأزق الدولة الأردن بين تقليص الدعم الأميركي وتثبيت الشراكة الاستراتيجية.. قراءة في تفاصيل الأزمة واستجابات الأطراف الملاحقات القضائية وشبح الانتقام السياسي تطارد رؤساء كوريا الجنوبية السابقين الصين تؤكد دعمها لإيران قبيل جولة مفاوضات نووية جديدة مع واشنطن في روما زيارة الرئيس جوزيف عون إلى أبوظبي.. انفتاح لبناني على الدعم الإماراتي في ظل أزمة متعددة الأوجه 165 قتيلا بهجمات لـ«الدعم السريع» على دارفور في 10 أيام.. والأمم المتحدة: «الوضع كارثي» غرب السودان غزة في مهب الجوع والنار.. أزمة إنسانية متفاقمة وسط تعنت إسرائيلي وتضاؤل الإغاثة

المفكر الإسلامي سعيد محفوظ مدير الدعوة بالمركز الإسلامي في إيطاليا لـ ”اتحاد العالم الإسلامي”

- أزمة غزة الحالية تحتم على العالم الإسلامي أن يتحد تحت راية واحدة

- الرأي العام الغربي بدأ يستيقظ ويعرف حقيقة القضية الفلسطينية

- المسلمون يحتاجون إلى العودة إلى هويتهم والتمسك بالمنهج النبوي نحو السلام والازدهار

- أكثر من 30 % من مواليد إيطاليا مسلمون واسم محمد الأكثر شعبية

حاوره: أحمد بدر نصار

أكد الكاتب والمحاضر والمفكر الإسلامي، سعيد محفوظ، مدير الدعوة بالمركز الإسلامي، في ميلانو بإيطاليا، في تصريحات خاصة لـ "اتحاد العالم الإسلامي" أن غزة الحالية، كانت لها نتائج طيبة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، حيث أن الرأي العام العالمي، لا سيما الغربي، بدأ يستوعب حقيقة القضية الفلسطينية على أنها بالفعل قضية عادلة، لشعب يتعرض للاحتلال منذ أكثر من 75عامًا، وتعرض خلال هذه الفترة إلى التهجير والقتل والتدمير والتهجير العرقي، مؤكدًا أن السوشيال ميديا ساهمت بشكل كبير في سرعة انتشار المعلومات الموثقة، الأمر الذي ساهم في تصدير الصورة الحقيقة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، فضلا عن كون الأزمة الكبيرة لفتت نظر الرأي العام الغربي، وبدأ يطلع على الدين الإسلامي، ويعرف كيف تملك هذه الأسر الفلسطسينية الصبر والإيمان، تجاه ما تتعرض له من قتل وإبادة مخيفة، وهو ما عمل على تصحيح صورة الإسلام المغلوطة في وسائل الإعلام الغربية.

وأضاف محفوظ أن حرب غزة قد أعادت قضية فلسطين للمشهد العالمي من جيد، كما أعادت أيضًا فكرة وحدة العالمين العربي والإسلامي، تحت شعار ومظلة واحدة، فالاتحاد قوة لا يستهان بها، وعلينا نحن المسلمين في كل بلاد العالم أن نلتزم بما أمرنا الله به من ضرورة الاعتصام والوحدة مصداقًا لقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا"، فالله هو من خلقنا وأعطانا السبيل، لكي نكون قوة حقيقة على أرض الواقع.

وأكد "محفوظ" أن غزة كانت تستحق دعمًا أكثر بكثير مما قدم لها من الدول العربية والإسلامية، خاصة أنها تتعرض لإبادة جماعية مرعبة، دفعت شخصيات ومؤسسات ودول غربية إلى التحرك وإعلان مواقف معادية لدولة الاحتلال لكي توقف إطلاق النار وحرب الإبادة.

وتساءل مدير الدعوة بالمركز الإسلامي في إيطاليا: أين العالم الإسلامي الذي يزيد عن 57 دولة؟، مشيرًا إلى أن المسلمين كانوا يومًا ما قلة ولا يملكون أي إمكانيات، ورغم ذلك كانت إنتصاراتهم كثيرة وكبيرة ومدهشة، لأن الأمر باختصار يتوقف على الإيمان والعقيدة لأنهم يحاربون عدوًا غاصبًا وقاتلًا، مؤكدا أن الأوان قد حان لأن يتحد العالم الإسلامي، وأن تكون لديه قوة رادعة، للتعامل مع أي تحديات تواجه أي دولة إسلامية في أي موقع حول العالم، حتى يحترمنا العالم.

الشعوب العربية والإسلامية لديها من الوعي ما يؤلها لكي تتحد تحت مظلة واحدة

وأشاد محفوظ بموقف الدول العربية والإسلامية ومواطنيها، تجاه المقاطعة لكل الشركات والمؤسسات الداعمة للكيان الصهيوني، والتي نجحت هذه المرة بصورة كبيرة وحقيقية على أرض الواقع، مؤكدًا أن الشعوب العربية والإسلامية لديها من الوعي ما يؤلها لكي تتحد وتكون تحت مظلة واحدة وكيان واحد.

وأوضح أن السبب في ضعف الموقف الإسلامي، يرجع إلى غياب اليقظة الدينية، لدى الشعوب الإسلامية، وعدم التمسك بالمنهج الديني الحقيقي، مؤكدًا أن الإسلام ليس دين عبادات فحسب، لكنه دين شمولي ودين حياة، منوهًا إلى أن الإسلام شرع الجهاد، عندما تتعرض ممتلكات المسملمين وأراضيهم لأي اعتداء، حيث يجب ان يقاتلوا بكل ما يملكون من قوة، لمواجهة أي اعتداء.

ولفت إلى أن انتشار الإسلام في ربوع العالم كان بسبب أخلاق وسماحة التجار المسلمين، وقال: "للأسف نحن لم نعد نلتزم بأخلاق الدين كما يجب، ولم نعد نقدر الصدق ونبذ الكذب، والشيئ المؤكد أن الأخلاق هي أكبر أسلحة الحضارات ."

ونوه إلى أن معظم المسلمين انشغلوا بالحياة، وتناسوا الهدف الأسمى من وجودهم في الأرض، وخاصة الجيل الثالث والرابع من المسلمين في أوروبا، فمسلمون فقط ولا يعرفون شيئًا عن العبادات من الأساس، وأضاف: "أننا كمسلمين أصبحنا نتباهي بتعليم أولادنا باللغات الأجنبية، ولا حرج من عدم تعليمهم اللغة الغربية نهائيًا."

وشدد المفكر الإسلامي سعيد محفوظ على أن الحل يتمثل في وحدة المسلمين الذين يجب أن يستيقظوا من جديد وان يعلموا أولادهم أصول الدين ويجعلونهم مرتبطين به، وأن يكونوا مخلصين لدينهم ولأوطانهم، ويعلمونهم الأخلاق والنخوة في ذات الوقت، وأن الجهاد مشروع في حالات الاعتداء من الغير ."

وأعرب عن استيائه من فكرة وضع الحواجز بين الدول العربية والإسلامية ورغم أنها تجمعها لغة واحدة، ودين واحدة، وقيم وهوية وتقاليد واحدة، في الوقت الذي نجد فيه الدول الأوربية وهي ليست دينًا واحدًا ولا لغة واحدة ولا هوية واحدة، ورغم ذلك اتحدوت ويستطيع إي مواطن أوربي، أن يتجول ويجوب في إي دولة من دول الاتحاد الأوربي دون الانتظار للحصول على تأشيرة .

وأوضح محفوظ أن هناك ما يتردد من قبل البعض بأن الدخول في حرب هو القذف بأنفسنا إلى التهلكة، مشيرًا إلى هذه ليست تهلكة ما دام أُجبرت على خوض حرب تدافع فيها عن دينك وأرضك وعرضك، فقد فرض علينا القتال والجهاد في حالة ما تعرض أي مجتمع مسلم للاعتداء، وهذا أمر مشروع ليس في الدين الإسلامي فحسب، بل في جميع قوانين الأرض الوضعية.

الإعلام الغربي وراء الصورة السلبية للإسلام

وأكد "محفوظ" أن وسائل الإعلام الغربية، تلعب دورًا سلبيًا في تشوية صورة العرب والمسلمين، ولكن بحسن أخلاق المسلمين في إيطاليا والدول الأوربية نحاول تغير الصورة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هناك من المسلمين من يسيئون بشكل كبير للجاليات الإسلامية والإسلام، منوهًا إلى أن ألمانيا وحدها بها ما يزيد عن 2500 مسجد، وعشرات المدارس التي تعلم الدين الإسلامي واللغة العربية، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 80% من مواليد إيطاليا، من المسلمين وأن اسم محمد هو الأ كثر شعبية في إيطاليا.

وختم "محفوظ" كلامه معنا قائلا: "كلمتي الأخيرة إلى تلك الجماعات المتطرفة التي ترتدي ثوب الإسلام وتتعمد الإساءة لكل مسلم على وجه الأرض، أقول لهم عليكم أن تعودوا إلي رشدكم مرة أخري لأن الإسلام جاء لنشر السلام والحب والتسامح ولم ينتشر إلا بالسلام والأخلاق الحميدة .