اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ترحيب دولي وعربي من وقف الحرب بين إسرائيل وإيران

الحرب
الحرب

في مشهد دراماتيكي تصدّر عناوين العالم، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فجر 24 يونيو 2025 التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد اثني عشر يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق بين الطرفين. الإعلان جاء عقب ضربة أميركية مباغتة ودقيقة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، واعتبرها البنتاغون "عملية ناجحة وساحقة".

التصعيد: حرب الأيام الاثني عشر

بدأت الأزمة بتبادل كثيف للضربات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران، شملت أهدافًا حيوية في كلا البلدين، وأثارت مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة. إسرائيل بدت مدعومة سياسيًا وعسكريًا من واشنطن، بينما حشدت إيران قدراتها الصاروخية وتفعيل ميليشياتها في الجبهات الممتدة من العراق إلى سوريا ولبنان.

الضربة الأميركية: «مطرقة منتصف الليل»

فجر يوم الأحد، كشف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تفاصيل عملية "مطرقة منتصف الليل" التي نفذتها الولايات المتحدة لتدمير البرنامج النووي الإيراني. العملية السرية، التي استغرقت أشهر من التخطيط، استخدمت فيها قاذفات "بي 2 سبيريت" الشبحية، وغواصات أطلقت صواريخ توماهوك على مواقع في فوردو، ونطنز، وأصفهان.

الولايات المتحدة تمكنت، عبر أساليب خداع إلكترونية وجوية معقدة، من تنفيذ الهجوم دون أن تُرصد طائراتها من قِبل الدفاعات الإيرانية. العملية شملت 125 طائرة و75 سلاحًا موجهًا بدقة، وأسفرت عن تدمير منشآت نووية بالكامل، في أول استخدام فعلي لقنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-57.

الموقف الإيراني: «أرغمنا إسرائيل على التراجع»

فيما رحبت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بإعلان وقف إطلاق النار، أعلنت طهران، عبر مجلس أمنها القومي، أنها "أرغمت" إسرائيل على وقف الحرب من طرف واحد، مع التأكيد على بقاء قواتها في حالة تأهب قصوى. هذا الموقف يعكس رغبة طهران في تصوير ما حدث كإنجاز استراتيجي رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها بنيتها التحتية النووية.

الموقف الأميركي: وقف التهديد دون تغيير النظام

أكد هيغسيث أن الضربة لم تستهدف تغيير النظام في إيران، بل تحييد التهديدات النووية، مع تحذير واضح بأن أي رد إيراني سيقابل بقوة أكبر. تصريحات ترمب لاحقًا كانت تحمل نبرة انتصار، معتبرًا أن وقف إطلاق النار أنهى حربًا كان من الممكن أن تدوم سنوات وتدمّر الشرق الأوسط.

ردود الفعل الدولية: ترحيب مشوب بالحذر

السعودية وصفت الاتفاق بأنه خطوة إيجابية لخفض التصعيد، مشددة على أهمية التهدئة والحوار الدبلوماسي.

مصر اعتبرت وقف إطلاق النار "نقطة تحول"، ودعت إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كشرط لتحقيق أمن واستقرار دائمين في المنطقة.

الأردن شدد على أهمية الحوار والدبلوماسية، وربط استقرار المنطقة بحل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين.

اليابان أعربت عن أملها في تطبيق الاتفاق بحزم، مؤكدة أهمية استقرار الشرق الأوسط لأمنها القومي واقتصادها.

ألمانيا رحبت على لسان المستشار فريدريش ميرتس، معتبرة أن الضربات الأميركية ربما أسهمت في فرض وقف إطلاق النار.

روسيا من جانبها، أبدت شكوكًا حول استدامة الهدنة، رغم ترحيبها الظاهري، في موقف يعكس تحفظًا على الدور الأميركي المتصاعد في فرض معادلات القوة.

الأبعاد الاقتصادية والسياسية للهدنة

تسبّب إعلان وقف إطلاق النار في تحولات سريعة بالأسواق العالمية، حيث انخفضت أسعار الغاز بنسبة تفوق 10%، وارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية لأعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، ما يعكس الأثر المباشر للأزمة على الاقتصاد العالمي.