إيران تدرس الرد على أمريكا بعد هجومها على مواقعها النووية بالتنسيق مع روسيا

تبادلت إيران وإسرائيل الضربات الجوية والصاروخية في الوقت الذي يتأهب فيه العالم اليوم الاثنين لرد طهران على الهجوم الأمريكي على مواقعها النووية، في حين أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية.
وتعهدت إيران بالدفاع عن نفسها يوم الأحد، بعد يوم واحد من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد البلاد منذ ثورتها الإسلامية عام 1979، على الرغم من الدعوات إلى ضبط النفس والعودة إلى الدبلوماسية من جميع أنحاء العالم.
عراقجي: روسيا وإيران تنسقان المواقف بشأن التصعيد الحالي
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الاثنين عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يزور موسكو قوله إن إيران وروسيا تنسقان مواقفهما بشأن التصعيد الحالي في الشرق الأوسط.
وأشار خبراء إلى أن صور الأقمار الصناعية التجارية أشارت إلى أن الهجوم الأمريكي يوم السبت على منشأة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض ألحق أضرارا بالغة أو دمر الموقع المدفون بعمق وأجهزة الطرد المركزي المخصبة لليورانيوم التي يضمها، لكن حالة الموقع لا تزال غير مؤكدة.
وفي أحدث تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي حول الضربات الأمريكية، “لحقت أضرار جسيمة بجميع المواقع النووية في إيران”
وكتب على موقع تروث سوشيال “الضرر الأكبر وقع تحت مستوى سطح الأرض”.
وكان ترامب قد دعا إيران في وقت سابق إلى التخلي عن أي رد انتقامي وقال إن على الحكومة “أن تصنع السلام الآن” وإلا “ستكون الهجمات المستقبلية أكبر بكثير وأسهل بكثير”
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين للصحفيين إن الولايات المتحدة أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه بما في ذلك قنابل خارقة للتحصينات وأكثر من 24 صاروخ توماهوك على ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إنه لم يتم الإبلاغ عن أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع بعد الضربات الأمريكية. وقال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة، لشبكة (سي.إن.إن) إنه من غير الممكن بعد تقييم الأضرار التي حدثت تحت الأرض.
وقال مصدر إيراني رفيع المستوى لرويترز إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم. ولم تتمكن رويترز من تأكيد هذا الادعاء على الفور.
وأطلقت طهران، التي تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب، وابلا من الصواريخ على إسرائيل في أعقاب الهجوم الأمريكي، مما أدى إلى إصابة العشرات وتدمير مبان في تل أبيب.
لكنها لم تنفذ تهديداتها الرئيسية بالانتقام، باستهداف القواعد الأمريكية أو منع شحنات النفط من المرور عبر مضيق هرمز.
وقد تؤدي محاولة عرقلة إمدادات النفط في الخليج عن طريق إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل كبير وعرقلة الاقتصاد العالمي والانجرار إلى صراع مع الأسطول الخامس الضخم للبحرية الأمريكية المتمركز في الخليج.
قفزت أسعار النفط يوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها منذ يناير كانون الثاني. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.88 دولار أو 2.44 بالمئة إلى 78.89 دولار للبرميل في الساعة 1122 بتوقيت جرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.87 دولار أو 2.53 بالمئة إلى 75.71 دولار.
ووافق البرلمان الإيراني على خطوة إغلاق المضيق الذي تشترك فيه إيران مع سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة. وقالت قناة “برس تي في” الإيرانية إن إغلاق المضيق يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وهي هيئة يرأسها شخص عينه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وقال كين إن الجيش الأمريكي زاد من حماية قواته في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تنبيها أمنيا لجميع المواطنين الأمريكيين في الخارج، داعية إياهم إلى “توخي المزيد من الحذر”.
ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوة كبيرة في الشرق الأوسط، إذ تمتلك ما يقرب من 40 ألف جندي وسفن حربية يمكنها إسقاط صواريخ العدو.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن إطلاق صاروخ من إيران في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين قائلا إن الدفاعات الإسرائيلية اعترضته.
ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب وأجزاء أخرى من وسط إسرائيل. واستهدفت إيران مرارا وتكرارا تل أبيب الكبرى، وهي منطقة حضرية يقطنها حوالي أربعة ملايين نسمة، وهي المركز التجاري والاقتصادي لإسرائيل حيث توجد أيضا أصول عسكرية مهمة.
وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في مناطق وسط طهران لمواجهة “أهداف معادية”، وأن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت بارشين، موقع مجمع عسكري جنوب شرق العاصمة.