فعلها ترامب.. وزير الدفاع الأمريكي يصف الهجوم على منشآت إيران النووية بـ«النجاح الباهر»

في خطوة وُصفت بأنها مفصلية في سياق الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، يوم الأحد، عن نجاح الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، معتبرًا إياها "نجاحًا باهرًا" من الناحية العسكرية والاستراتيجية.
وأشار هيغسيث خلال مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى أن العملية لم تستهدف القوات الإيرانية بشكل مباشر، بل ركّزت بدقة على البنية التحتية المرتبطة بالبرنامج النووي. هذا التصريح جاء في إطار محاولة لتأكيد التزام الولايات المتحدة بضبط النفس، مع الحفاظ على قدراتها الردعية.
نجاح ترامب
واستعرض هيغسيث خلفية سياسية للعملية، مؤكدًا أن "عدة رؤساء أمريكيين سابقين تمنّوا توجيه مثل هذه الضربة، لكن لم تتوفر لديهم الإرادة أو الظروف المناسبة لتحقيق ذلك، حتى جاء الرئيس ترامب الذي أنجز هذه المهمة". في هذا السياق، بدا هيغسيث حريصًا على إبراز العملية كجزء من إرث ترامب الأمني والاستراتيجي في الشرق الأوسط.
من الناحية العسكرية، سلط الوزير الضوء على مدى تطور قدرات الجيش الأمريكي، مؤكدًا أنه لا يوجد جيش آخر في العالم كان قادرًا على تنفيذ عملية بهذه الدقة والتعقيد. وأوضح أن قاذفات "بي-2" الاستراتيجية نفذت اختراقًا جويًا غير مرصود، حيث دخلت المجال الجوي الإيراني، وألقت حمولتها بدقة، ثم انسحبت دون أن تكتشفها منظومات الرادار الإيرانية، وهو ما اعتبره إنجازًا تقنيًا واستخباراتيًا لافتًا، يعيد رسم ملامح التفوق الجوي الأمريكي.
وأشاد هيغسيث بأداء الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، ووصف دوره ودور طاقمه بأنه كان محوريًا في التخطيط والتنفيذ، إلى جانب قادة القاذفات، وطائرات التزود بالوقود، وحتى الغواصات المشاركة في دعم العملية.
تُعد هذه الضربة تطورًا خطيرًا في التوتر بين واشنطن وطهران، خاصة وأنها تستهدف ملفًا حساسًا كبرنامج إيران النووي. وقد تحدث العملية ارتدادات كبيرة، سواء على صعيد رد الفعل الإيراني المتوقع، أو على المستوى الإقليمي والدولي.
رسالة مزدوجة
من الناحية السياسية، يمثل تنفيذ هذه الضربة رسالة مزدوجة: الأولى لطهران بشأن حدود التساهل الأمريكي مع تطور قدراتها النووية، والثانية لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بأن واشنطن لا تزال لاعبًا مركزيًا قادرًا على التدخل الحاسم متى ما أرادت.
أما من زاوية القانون الدولي، فستُطرح تساؤلات حول شرعية الضربة، في ظل غياب قرار أممي يجيز استخدام القوة، مما قد يُحرج واشنطن أمام المجتمع الدولي إذا لم تستطع تبرير الضربة كعمل وقائي مشروع.
بالمقابل، لا يُستبعد أن ترد إيران بأسلوب غير مباشر عبر حلفائها في المنطقة أو من خلال تصعيد في مياه الخليج، وهو ما سيضع المنطقة مجددًا على شفا مواجهة واسعة.