اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إيران تضرب في العمق.. تصعيد غير مسبوق في الحرب الصاروخية ضد إسرائيل عقب الهجمات الأميركية

تدمير تل أبيب
تدمير تل أبيب

في فجر يوم الأحد الموافق 22 يونيو 2025، دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة تصعيد غير مسبوقة، إثر موجة جديدة من الهجمات الصاروخية واسعة النطاق شنتها طهران، ضمن ما وصفته بـ"الموجة العشرين" من عملية "الوعد الصادق 3". وجاء هذا الرد الإيراني بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن تنفيذ هجمات جوية على منشآت نووية إيرانية، ما شكل تحولًا حادًا في معادلة الردع الإقليمي وأعاد إشعال فتيل الصراع الثلاثي بين طهران وتل أبيب وواشنطن.

خلفيات التصعيد

الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية، والذي لم تُكشف تفاصيله رسميًا بعد، اعتُبر من قبل طهران تجاوزًا للخطوط الحمراء، مما دفعها إلى تفعيل خيار الرد المباشر على إسرائيل، باعتبارها الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة في المنطقة، وربما شريكًا ضمنيًا في الهجوم.

تفاصيل الهجوم الإيراني

أطلقت إيران 40 صاروخًا باليستيًا، وصفتها بـ"الموجة العشرين"، واستهدفت بها مواقع حساسة واستراتيجية في عمق الأراضي الإسرائيلية، من أبرزها:
مطار بن جوريون الدولي


مركز الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي


مراكز القيادة والسيطرة التابعة للجيش الإسرائيلي بمختلف المستويات


وقد تميزت هذه الضربة باستخدام تكتيكات هجومية جديدة، بحسب ما أعلنه الحرس الثوري الإيراني، شملت:
استخدام صواريخ بعيدة المدى بالوقود السائل والصلب


إدخال أنظمة توجيه دقيقة حتى لحظة الاصطدام


نشر رؤوس حربية متعددة شديدة الانفجار


استغلال صواريخ قادرة على المناورة خلال الهبوط، مما يزيد صعوبة اعتراضها


"خيبر" و"خيبر شكن"


أبرز ما كشفت عنه طهران كان إدخال صاروخ "خيبر" إلى ساحة المعركة لأول مرة. وهو صاروخ باليستي يُعد الأثقل حمولة ضمن الترسانة الإيرانية، ويصل مداه إلى 2000 كيلومتر برأس حربي يزن 1500 كيلوجرام.
كما استخدم الحرس الثوري أيضًا صواريخ "خيبر شكن" متعددة الرؤوس، من الجيل الثالث لصواريخه، المعروفة بقدرتها على اختراق الأنظمة الدفاعية وتوجيه الضربات الدقيقة.

الخسائر على الأرض


أدت الضربات الإيرانية إلى دمار واسع النطاق في عدة مدن إسرائيلية، خصوصًا تل أبيب، حيفا، ونيس زيونا. وأظهرت المقاطع المصورة حجم الأضرار في المباني والبنى التحتية، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي تشديد حالة الطوارئ وفرض قيود على الحركة والعمل، مع إغلاق المدارس والمؤسسات غير الأساسية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن وصول 86 مصابًا إلى المستشفيات، فيما تعمل فرق الطوارئ على أكثر من 10 مواقع متضررة جراء الانفجارات.


الرد الإسرائيلي والغموض الأميركي


حتى لحظة إعداد هذا التحليل، لم يصدر رد عسكري إسرائيلي واسع، ما يشير إلى احتمال دراسة الرد ضمن إطار أوسع يشمل الولايات المتحدة. أما على الجانب الأميركي، فيسود الترقب، وسط غياب موقف رسمي بشأن طبيعة الهجوم الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية، وما إذا كانت واشنطن ستدعم تل أبيب بردٍّ مشترك.
دلالات وتحولات
نوعية الأسلحة الإيرانية أظهرت تطورًا لافتًا في القدرة التكنولوجية والتكتيكية، وهو ما يعكس تحوّلًا في ميزان الردع.


الاستهداف المباشر للبنية التحتية المدنية والعسكرية الإسرائيلية يُنذر بانفتاح جبهة مواجهة شاملة، تتجاوز الحدود التقليدية للمناوشات.


الصمت النسبي من واشنطن بعد الضربة الإيرانية قد يشير إلى رغبة في تجنّب انزلاق أوسع، أو قد يكون تمهيدًا لتحرك عسكري أكثر دقة.


إدخال الصواريخ ذات الرؤوس المتعددة الموجهة يؤكد أن إيران تراهن على إرباك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، والضغط النفسي والعسكري المتزامن.