سفينة الحرية ومواجهة إسرائيل.. ترحيل جريتا ثونبرج واحتجاز النشطاء في ظل الحصار على غزة

في تطور جديد من المواجهة بين نشطاء حقوق الإنسان وإسرائيل، قامت السلطات الإسرائيلية باعتراض سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية والتي كانت في طريقها إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ عام 2007، واحتجزت الناشطة السويدية جريتا ثونبرج مع طاقم السفينة، ثم رحلتها إلى فرنسا، فيما تم احتجاز 8 نشطاء آخرين رفضوا التوقيع على وثائق الترحيل.

السفينة التي انطلقت من صقلية محملة بكميات رمزية من المساعدات الإنسانية، مثل الأرز وحليب الأطفال، واجهت اعتراضاً من قبل الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية فجر الاثنين، حيث اقتحمتها القوات الإسرائيلية مستخدمة زوارق حربية وطائرات مسيرة، وألقت مادة بيضاء مهيجة على متنها، ما أثار اتهامات من النشطاء بإقدام إسرائيل على "اختطاف" السفينة وركابها في المياه الدولية14.

بجاحة إسرائيلية

وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت أن الناشطة جريتا ثونبرج، البالغة من العمر 22 عاماً، تم وضعها على متن طائرة متجهة إلى فرنسا، ومن هناك ستعود إلى السويد، كما رحلت 3 ناشطين آخرين، بينما يطعن 8 آخرون في أمر ترحيلهم، مما يعني احتجازهم في مراكز احتجاز إسرائيلية حتى جلسة الاستماع القضائية التي لم يحدد موعدها بعد.

تأتي هذه الخطوة الإسرائيلية في سياق استمرار الحصار الإسرائيلي البحري والبري على غزة، الذي تفاقم منذ مارس الماضي، حيث تمنع إسرائيل دخول معظم المواد الغذائية والأدوية، وتفرض قيوداً مشددة على الحركة، وسط تحذيرات دولية من خطر المجاعة على سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ردود فعل دولية متباينة

النشطاء الذين كانوا على متن السفينة، من جنسيات متعددة بينهم النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن والممثل ليام كانينجهام، أكدوا أن هدفهم رفع مستوى الوعي الدولي بالأزمة الإنسانية في غزة، التي دمرتها الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023 والتي أودت بحياة أكثر من 54 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال.

ردود الفعل الدولية كانت متباينة، حيث أدانت منظمات حقوقية إسرائيل على ما وصفته بانتهاك القانون الدولي واحتجاز النشطاء في المياه الدولية، بينما سخر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب من الناشطة جريتا ثونبرج ووصفها بأنها "شابة غاضبة" تحتاج إلى دورة لإدارة الغضب.

تصعيد الصراع السياسي والإنساني

في المجمل، تعكس هذه الحادثة تصعيداً في الصراع السياسي والإنساني حول قطاع غزة، حيث تستخدم إسرائيل إجراءات أمنية مشددة لمنع أي محاولة لكسر الحصار، في حين يستمر النشطاء الدوليون في محاولاتهم لكسر هذا الحصار وتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في القطاع، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في المنطقة.