مرحلة جديدة في السودان.. كامل إدريس يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للحكومة
أدى الدكتور كامل إدريس، اليوم السبت، اليمين الدستورية لمباشرة مهامه كرئيس وزراء للسودان، وذلك أمام رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان.
جرى أداء اليمين الدستورية جرى في حضور الأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن الدكتور محمد الغالي علي يوسف، ورئيس الجهاز القضائي بولاية البحر الأحمر ممثلًا لرئيس القضاء، كما أفادت وكالة أنباء السودان "سونا" .
وفي أعقاب أداء اليمين، أكد رئيس الحكومة السودانية أنه سيُكرس كل وقته وجهده؛ من أجل تحقيق العيش الكريم لمواطنيه في الجمهورية الشقيقة.
وفي وقت سابق، وصل الدكتور كامل إدريس، رئيس مجلس الوزراء السوداني، مطار بورتسودان الدولي، الخميس الماضي، وكان في استقباله عدد من المسؤولين.
يأتي هذا التعيين بمرسوم دستوري أصدره رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، 19 مايو الجاري.
يأتي تعيين إدريس في ظل مرحلة انتقالية معقدة بالسودان، إذ لا تزال البلاد تواجه تداعيات أمنية خطيرة وانقسامًا سياسيًا، فضلًا عن أزمة اقتصادية خانقة، من المتوقع أن يتولى إدريس قيادة الحكومة لفترة انتقالية تمتد لـ39 شهرًا، بحسب التعديلات الدستورية التي أُقرت 19 فبراير الماضي.
الطيب إدريس، البالغ من العمر 71 عامًا، وُلد في قرية الزورات شمال دنقلا، ونشأ في حي ود نوباوي بمدينة أم درمان، وسبق أن خاض إدريس معترك الانتخابات الرئاسية، عام 2010، منافسًا للرئيس السوداني السابق عمر البشير، ما كرّسه كأحد رموز المعارضة المدنية للنظام آنذاك.
ويواجه "إدريس" في مرحلة جديدة للبلاد، ملفات معقدة في ظل تطورات سياسية واقتصادية متسارعة تشهدها البلاد، إذ ظل منصب رئيس الوزراء شاغرًا منذ استقالة عبدالله حمدوك، قبل نحو أربع سنوات ما زاد من تعقيد الأوضاع.
يُعتبر "إدريس" شخصية محورية في الدبلوماسية السودانية، وله سجل حافل في التوسط بين الفرقاء في الأزمات الحادة التي شهدتها البلاد، كما مثّل السودان في مؤتمرات دولية وإقليمية عديدة، وألقى محاضرات في مواضيع أكاديمية متقدمة.
بدأ إدريس حياته الأكاديمية بحصوله على بكالوريوس في الفلسفة والعلوم السياسية والنظريات الاقتصادية من جامعة القاهرة، ثم نال ليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم، ومن سويسرا، حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية بجامعة جنيف، كما حصل على عدة دورات تخصصية في مجالات القانون والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والمالية من معاهد مرموقة بجنيف.
عمل محاضرًا في الفلسفة والفقه بجامعة القاهرة (1976-1977)، ثم أستاذًا في القانون الدولي بجامعة الخرطوم، كما حاضر في جامعات عالمية مثل جامعة أوهايو بالولايات المتحدة، وجامعة بكين في الصين التي منحته لقب "أستاذ فخري".
وانضم إدريس إلى السلك الدبلوماسي السوداني برتبة سفير، وفي عام 1982، التحق بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو"، ليصبح مديرها العام، نوفمبر 1997 حتى سبتمبر 2008، خلال فترة رئاسته لـ"الويبو"، سعى إلى تطوير النظام العالمي لحماية الملكية الفكرية، وتعزيز التوازن بين حقوق المخترعين والدول النامية، وهي جهود حظيت بتقدير واسع.
وشغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة "UPOV"، وانتُخب عضوًا في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي لفترتين (1992-1996) و(2000-2001)، إذ أسهم في صياغة وإعداد العديد من الاتفاقيات الدولية في مجال القانون الدولي العام.
ويتقن الدكتور كامل إدريس 3 لغات رئيسية "العربية، الإنجليزية، والفرنسية، بجانب معرفة جيدة بالإسبانية". حصل على عدة تكريمات من جامعات ومؤسسات دولية، أبرزها لقب "أستاذ فخري" من جامعة بكين، وشارك كمحاضر ومتحدث في العديد من المنتديات الدولية الكبرى.
