اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن يدق طبول الحرب العالمية الثالثة

ترمب وبوتين
ترمب وبوتين

في خضم تصاعد التوترات الدولية المرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا، اشتعلت مجددًا حرب التصريحات بين موسكو وواشنطن، وهذه المرة على خلفية تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يلعب بالنار"، في إشارة مباشرة إلى ما اعتبره تهديدًا للأمن الدولي في حال استمرار العمليات العسكرية وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

جاءت تصريحات ترمب عبر منصته "تروث سوشيال"، حيث أطلق تحذيرًا ضمنيًا بأن العالم كان سيكون على حافة كوارث غير مسبوقة لولا تدخله خلال فترة رئاسته. قال: "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت أمور كثيرة سيئة حقاً قد حدثت بالفعل في روسيا إنه يلعب بالنار".

رد موسكو لم يتأخر، وجاء على لسان دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق وأحد أبرز صقور الكرملين، الذي علّق بالإنجليزية عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "بخصوص تصريحات ترمب حول أن بوتين (يلعب بالنار)، وحدوث (أمور سيئة حقاً) لروسيا، لا أعرف سوى شيء واحد سيئ حقاً: حرب عالمية ثالثة. آمل أن يفهم ترمب هذا!"، في ما بدا أنه تهديد مبطن يربط الاستفزاز الأميركي المحتمل بكارثة عالمية وشيكة.

رد الفعل الأميركي الرسمي أتى سريعًا عبر كيث كيلوج، مبعوث ترمب الخاص، الذي وصف تصريحات ميدفيديف بأنها "متهورة وغير مسؤولة". وقال كيلوج في منشور على "إكس": "إثارة مخاوف من حرب عالمية ثالثة هو تعليق مؤسف ومتهور وغير مناسب لقوة عالمية"، في إشارة إلى أن مثل هذا الخطاب يُقوض الجهود الدبلوماسية.

وأكد كيلوج أن الإدارة الجمهورية تسعى إلى وقف الحرب وإنهاء القتال، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض في انتظار مذكرة الشروط التي وعدت بها روسيا منذ أسبوع بشأن اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف: "أوقفوا إطلاق النار، الآن".

قراءة في أبعاد الأزمة

  1. دلالات التصعيد اللفظي: تكشف تصريحات ترمب وميدفيديف عن تصاعد نبرة العداء الشخصي والمؤسساتي بين الجانبين، وهو تصعيد ليس جديدًا، لكنه هذه المرة يحمل إشارات غير مسبوقة إلى تهديد وجودي، وهو ما يعطي الأزمة أبعادًا نووية محتملة وإن كانت رمزية في الوقت الحالي.

  2. ترمب كلاعب سياسي في المشهد الدولي رغم خروجه من الحكم: رغم أنه لم يعد رئيسًا، فإن ترمب يستمر في التأثير على السياسة الخارجية الأميركية، سواء من خلال تصريحاته أو عبر مبعوثين كمثل كيث كيلوج. موقفه يعكس محاولة لاستثمار الملف الأوكراني انتخابيًا باعتباره كان قادراً على "ردع" بوتين أكثر من الإدارة الديمقراطية الحالية.

  3. موسكو تلوّح بورقة الرعب النووي مجددًا: إعادة ميدفيديف الحديث عن الحرب العالمية الثالثة ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل هي امتداد لاستراتيجية روسية في استخدام الخطاب النووي كورقة ردع تجاه الغرب كلما ضاقت خياراتها العسكرية أو الدبلوماسية، خصوصًا في ظل تعثر العمليات الروسية في أوكرانيا.

  4. أزمة الثقة والاتصالات غير الرسمية: دعوة كيلوج لوقف إطلاق النار وانتظاره ما وصفه بـ"ورقة الشروط" الروسية يشير إلى وجود مفاوضات غير رسمية أو قنوات خلفية بين واشنطن وموسكو، ما يكشف هشاشة البنية الدبلوماسية الحالية واعتمادها على وسطاء غير تقليديين.