اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

«الموت للعرب».. هتافات متطرفة في مسيرة بالقدس وبن غفير يطالب بإتاحة الصلاة في باحة «الأقصى»

اشتباكات في القدس الشرقية
اشتباكات في القدس الشرقية

قال شهود إن مسيرة كبيرة في القدس لإحياء الذكرى السنوية لاستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية في حرب عام 1967 تحولت إلى حالة من الفوضى الإثنين، عندما رفع إسرائيليون من اليمين المتطرف شعارات من قبيل "الموت للعرب"، وواجهوا فلسطينيين وإسرائيليين آخرين وصحفيين واعتدوا عليهم.

وهتف عشرات الآلاف ورقصوا ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية خلال (مسيرة الأعلام) بعد أن زار وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير حرم المسجد الأقصى أمس الاثنين.

وذكر شاهد من رويترز أن أعمال عنف اندلعت في البلدة القديمة بالقدس بعد الظهر بقليل، عندما بدأ شبان من المشاركين في المسيرة بمضايقة أصحاب المتاجر الفلسطينيين القلائل الذين لم يغلقوا متاجرهم قبل بدء المسيرة.

وبعد ذلك، بدأ المشاركون في المسيرة، ومعظمهم من الشبان الإسرائيليين المقيمين في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، باستهداف نشطاء يساريين إسرائيليين وصحفيين كانوا يغطون المسيرة.

وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات قومية ودعوا إلى العنف ضد الفلسطينيين، مرددين "الموت للعرب".

وقال الشاهد من رويترز إن مجموعة من المستوطنين الشبان بصقوا على امرأة فلسطينية وصحفيين، دون أن يتدخل أفراد شرطة إسرائيليون كانوا قريبين منهم.

ولم يرد مسؤولون من الشرطة على طلب للتعليق. ولم ترد تقارير عن أي اعتقالات حتى وقت متأخر من فترة بعد ظهر اليوم.

وقال رجل شرطة في الموقع إنه لا يمكن اعتقال الإسرائيليين الشبان المشاركين في المسيرة لأنهم دون سن 18 عاما.

وشارك موشيه، وهو مستوطن إسرائيلي عمره 35 عاما يعيش بالضفة الغربية ومؤيد للحكومة اليمينية الحالية، في المسيرة التي طافت حيا فلسطينيا بالبلدة القديمة حاملا بندقية على كتفه وابنته على الكتف الآخر وقال، رافضا ذكر اسم عائلته، إن هذا "يوم سعيد جدا" لأن القدس بأكملها "تحت سيطرة حكومة إسرائيل".

ووصف يائير جولان، زعيم المعارضة اليسارية والنائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، صور العنف في البلدة القديمة بأنها "صادمة". وقال في بيان "ليس هكذا يبدو حب القدس هكذا تبدو الكراهية والعنصرية والتنمر".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء عُقد في القدس الشرقية في وقت سابق من يوم أمس الغثنين "سنحافظ على القدس موحدة وكاملة وتحت السيادة الإسرائيلية".

وندد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بالمسيرة وبزيارة بن جفير لحرم المسجد الأقصى.

وأكد أبو ردينة "خطورة مواصلة سلطات الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني سواء بالإبادة في قطاع غزة، أو ما يجري في الضفة من اقتحام للمسجد الأقصى ورفع علم دولة الاحتلال وإقامة الطقوس الدينية في باحاته على المنطقة بأسرها".

وقال شهود إن اشتباكات اندلعت على مدار اليوم إذ تدخل ناشطون إسرائيليون يساريون لإبعاد الفلسطينيين عن شبان يهود منتمين لليمين المتطرف كانوا يهددون المارة.

وقال الشاهد من رويترز إن صحفيين كانوا يغطون المسيرة تعرضوا لمضايقات متكررة، وصلت في بعض الحالات للاعتداء.

بن غفير يطالب بالصلاة في حرم المسجد الأقصى

قال بن غفير خلال زيارته لحرم المسجد الأقصى في مقطع مصور وسط حشد من اليهود "يتدفق الكثير من اليهود على جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، يا لها من فرحة أن نرى ذلك، واليوم، الحمد لله، أصبح من الممكن الصلاة في جبل الهيكل".

وبموجب اتفاق قائم منذ عقود، تُدير الحرم مؤسسة إسلامية أردنية ويُسمح لليهود بزيارته لكن لا يُسمح لهم بالصلاة فيه.

ويطالب بن غفير، الذي أثارت زيارته تنديدا من الأردن أيضا، منذ فترة طويلة بصلاة اليهود في حرم المسجد الأقصى وهو ما يطالب به آخرون من اليمين المتطرف في إسرائيل.

وتتزامن مسيرة هذا العام مرة أخرى مع استمرار حرب غزة، التي دخلت الآن شهرها العشرين، ومع تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية على مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية حيث تزداد هجمات المستوطنين التي تستهدف الفلسطينيين.

وغالبا ما تثير المسيرة التوتر مع تدفق قوميين متطرفين على المناطق الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس وهم في طريقهم إلى الحائط الغربي، أحد أقدس المواقع لليهود.

وأدت المسيرة في عام 2021 إلى صراع قصير بين إسرائيل وحركة (حماس)، التي أشعلت الحرب الحالية في غزة بهجومها في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.

واستولت إسرائيل على القدس الشرقية، ومن بينها البلدة القديمة، من الأردن في حرب عام 1967 ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة لهم في المستقبل على الضفة الغربية وغزة تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وتعتبر معظم الدول القدس الشرقية أرضا محتلة ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها، بينما تعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية التي لا تقبل التجزئة.

واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها.

وهنأ السفير الأمريكي مايك هاكابي، وهو مسيحي، إسرائيل على ما وصفه بإعادة توحيد المدينة قبل 58 عاما.

وقالت نعومي هيرشلر، وهي مصففة شعر إسرائيلية من القدس تبلغ من العمر 39 عاما، وهي تمر أمام متاجر فلسطينية مغلقة في البلدة القديمة، إنها تحضر المسيرة كل عام.

وأضافت "إنه أمر لا يمكن وصفه. تشعر به. إنه شعور داخلي.. سعيدة جدا لأن القدس لنا".

وأدانت فرنسا الإثنين دخول الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى الذي رأت فيه "انتهاكا للوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس"، و"استفزازا جديدا غير مقبول".

ودعت الخارجية الفرنسية في بيان "الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان احترام الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس".

موضوعات متعلقة