اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

نتنياهو: سنعزز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم لمواجهة الكراهية

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إنه سيتم تعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم بعد مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار خارج مقر فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن العاصمة.

كان اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء الأربعاء، إثر إطلاق نار وقع قرب المتحف اليهودي أثناء فعالية دبلوماسية شبابية نظمتها اللجنة الأمريكية اليهودية. الجريمة التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها "إرهابية ومعادية للسامية"، وقعت في منطقة حساسة قريبة من مكاتب اتحادية أمريكية كبرى، من بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ومكتب المدعي العام الأمريكي.

يأتي هذا الهجوم في لحظة مشحونة عالميًا، حيث تتصاعد حدة الاستقطاب حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. الجامعات الأمريكية تشهد منذ أسابيع احتجاجات واسعة داعمة للفلسطينيين، تخللتها اتهامات متبادلة بين مناصري إسرائيل ومعارضيها، ما يزيد من تعقيد البيئة السياسية والأمنية داخل الولايات المتحدة.

ردود فعل رسمية

جاءت ردود الفعل الإسرائيلية متسارعة وحاسمة، تعكس حجم الصدمة والخشية من تصاعد موجة العداء تجاه إسرائيل والجاليات اليهودية في الخارج.

كلمة السر "الحرية لفلسطين"

وقد أطلق الجاني، إلياس رودريجيز (31 عاماً)، أطلق النار على رجل وامرأة من طاقم السفارة، قبل أن يتم توقيفه. ولم تُسجَّل له أي سوابق أمنية، ما يطرح تساؤلات حول الدوافع المباشرة، لا سيما بعد أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المهاجم كان يرتدي "كوفية" وهتف "الحرية لفلسطين" أثناء إطلاق النار.

هذا العنصر الرمزي – الكوفية والهتاف – يشير إلى بُعد سياسي/قومي قد لا يكون تنظيمياً بالضرورة، لكنه يعكس شعورًا محتدمًا في أوساط معينة تجاه السياسة الإسرائيلية، خاصةً في ظل التصعيد العسكري في غزة والضفة الغربية، وما يشهده العالم من احتجاجات متزايدة ضد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

الحدث يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها البعثات الإسرائيلية في الخارج، ويعيد إلى الواجهة مسألة أمن الدبلوماسيين وسط مناخ سياسي متوتر دولياً. نتنياهو أعلن تعزيز الإجراءات الأمنية في السفارات الإسرائيلية حول العالم، في مؤشر على مخاوف من تكرار الحوادث أو تحوّل هذا الهجوم إلى نمط.

كما يُثير الحادث تساؤلات لدى الأجهزة الأمنية الأمريكية، لا سيما أنه وقع في منطقة تخضع لمراقبة أمنية مشددة. وقد باشرت فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لـFBI التحقيق في الحادث، ما يعكس جدية واشنطن في التعامل معه كتهديد محتمل للأمن القومي والدولي.

عودة الدعم الغربي.. بقوة

وقد أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية خارج متحف يهودي في ‏واشنطن قائلا إنها جريمة "مروعة" ومدفوعة ب"معاداة السامية".‏

وقال على منصته تروث سوشال "هذه الجرائم المروعة في واشنطن والتي من الواضح أنها مدفوعة بمعاداة السامية، ‏يجب أن تتوقف، الآن!". وأضاف أن "الكراهية والتطرف ليس لهما مكان في الولايات المتحدة".‏

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخميس إن السلطات س"تتعقب المسؤولين" عن إطلاق النار المميت ‏خارج متحف يهودي في واشنطن والذي أدى إلى مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية.‏

وكتب على منصة "إكس" "كان هذا عملا سافرا من العنف الجبان والمعادي للسامية. سنتعقب المسؤولين ونقدمهم إلى ‏العدالة".‏

وكتب على "إكس" "بينما نعمل مع شرطة العاصمة للاستجابة ومعرفة المزيد، نرجو منكم الدعاء للضحيتين وعائلتيهما ‏الآن".‏

وقالت باميلا سميث قائدة شرطة واشنطن إن مشتبها به شوهد يتجول خارج المتحف قبل الفعالية، وهو رهن الاحتجاز ‏حاليا. وأضافت أن المشتبه به كان يهتف "فلسطين حرة، فلسطين حرة" أثناء احتجازه.‏

وذكرت تال نعيم كوهين، المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، أن اثنين من موظفيها أُطلق عليهما النار "من ‏مسافة قريبة" أثناء حضورهما فعالية يهودية في المتحف.‏

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم إنّ "اثنين من أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية قتلا بطريقة عبثية هذا ‏المساء قرب المتحف اليهودي في واشنطن"، بينما اعتبر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتّحدة داني دانون في بيان أنّ ‏‏"إطلاق النار المميت الذي وقع خارج فعالية أقيمت في المتحف اليهودي بواشنطن العاصمة (...) هو عمل إرهابي معاد ‏للسامية"، محذّرا من أنّ "إيذاء الدبلوماسيين والجالية اليهودية تجاوزٌ للخط الأحمر".‏

تنديدات دولية

ندّد المستشار الألماني فريدريش ميرتس الخميس "بشدّة" بمقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء ‏الأربعاء قرب المتحف اليهودي، واصفا إيّاه بـ"الفعل المقيت".‏

وجاء في منشور له على اكس "أنا مصدوم بنبأ مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. نخصّ بالذكر أقارب ‏الضحيتين. نحن ننطلق راهناً من مبدأ أنه عمل معاد للسامية".‏

وعبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن صدمته وكتب في منشور على منصة "إكس" "لا شيء يمكن أن يبرر ‏العنف المعادي للسامية، أنا مصدوم من القتل الغادر لاثنين من موظفي سفارة إسرائيل في واشنطن".‏

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس إنه سيُعزز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم.‏

ودان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج الخميس هجوم إطلاق النار في واشنطن الذي أدى إلى مقتل موظفَين في ‏السفارة الإسرائيلية، مؤكداً أن "الإرهاب والكراهية لن يكسرانا".‏

وقال هرتسوج في بيان "هذا عمل دنيء ينم عن كراهية ومعاداة للسامية... الإرهاب والكراهية لن يكسرانا"، أما وزير ‏الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فوصف الهجوم بأنه "إرهابي"، وأكد أن "إسرائيل لن تستسلم للإرهاب".‏

وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الخميس عن "الصدمة" إثر مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في ‏واشنطن مساء الأربعاء قرب المتحف اليهودي، مندّدا بعمل "فظيع معاد للسامية".‏

وكتب لامي على اكس "مصدومون بمقتل موظَفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. نندّد بهذه الجريمة الفظيعة ‏المعادية للسامية"، مضيفا "أفكارنا مع الضحيتين وعائلتيهما وزملائهما في هذه اللحظات المأسوية".‏

وندّد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الخميس "بمشاهد الرعب والعنف" بعد مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية ‏في واشنطن مساء الأربعاء قرب المتحف اليهودي.‏

وكتب تاياني على "إكس" أن "معاداة السامية... ينبغي أن تتوقّف. وينبغي ألا تعود فظائع الماضي"، معربا عن ‏‏"التعاطف" مع إسرائيل.‏

موضوعات متعلقة