اليوبيل الماسي للصوت الماسي الشيخ محمد رفعت

بقلم معتز محسن
يوم التاسع من مايو، هو يوم منوع وثري في تاريخ الوجدان المصري، فهو يوم ميلاد الشيخ محمد رفعت - قيثارة السماء - الذي ولد بعابدين في مثل هذا اليوم، تحديدا يوم الإثنين من العام ١٨٨٢، ويمر على مولده مئة وثلاثة وأربعين عاما.
ونفس اليوم، هو يوم رحيله يوم الإثنين من العام ١٩٥٠، تاركا إرثا عظيما من تسجيلات الذكر الحكيم، عبر صوته الماسي الذي أوصل للقلوب ببللورية أحباله الصوتية، معاني الآيات بشكل مجسم، جعل العين تتأملها برهافة الأذن الفرحة بمعانقة ذبذباته الذهبية.
خمسة وسبعون عاما، مرت على رحيل رمز من رموز ثورة ١٩١٩، وصارت ذكراه لامعة كلمعان الماس، كلما بدأنا يومنا بترنيمته الصباحية وهو يسمي بالله، كأنه بيان رسمي يحثنا على التوكل على الله في خطواتنا وهو يتلو قصص الأنبياء والأقوام البائدة، كنبراس وعظي لتحمل مصاعب الحياة.
استمد الشيخ رفعت، سماوية صوته، من وجعه الشخصي، حيث جاء صوته تعويضا ذهبيا لفقدانه للبصر، وفاز بتلاوته للقرآن ببصيرة بينة، جعلته حتى الآن متربعا على عرش دولة التلاوة.
إن صوت قيثارة السماء، يحمل في تفاصيله المرمرية، تنوعات مثيرة تبرز لنا معنى الخلود والبقاء، حيث الثورية الملهبة لحماس الثوار سنة ١٩١٩، والصوفية المتبحرة في أعماق العشق الإلهي، وهو يروي لنا قصة المسيح يوم مولده وبشارته بالوحدانية في سورة مريم، والوردية المتناهية وهو يبشرنا بالجنة ونعيمها في سورتي الرحمن والواقعة.
خمسة وسبعون عاما من الخلود والشموخ والبقاء، والتحدي والإصرار عبر بارجة اليقين والنورانية المجتمعة في أحبال صوت قيثارة السماء، الشيخ (محمد رفعت).