اتهامات متبادلة وتدخلات دولية... هل تجد الأزمة الليبية طريقها إلى الحل؟
تتزايد الاتهامات المتبادلة بين الأطراف الليبية والبعثة الأممية بشأن التدخلات الدولية في الشأن السياسي الليبي، ما يثير تساؤلات حول مآلات الوضع الراهن في ظل الجمود السياسي المستمر.
اتهامات وتشكيك
في ظل الأنباء المتداولة عن حوار سياسي مرتقب، شكك عدد من نواب البرلمان وأعضاء المجلس الأعلى للدولة في دور البعثة الأممية والمجتمع الدولي، معتبرين أن هذه التحركات تأتي في سياق ما وصفوه بمحاولات للالتفاف على المؤسسات القائمة.
وكانت الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني خوري، رئيسة البعثة الأممية بالإنابة، قد عقدت اجتماعاً تشاورياً حول الأزمة الليبية، وسط مساعٍ يقودها البرلمان والمجلس الأعلى للدولة لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما أثار انتقادات حادة من بعض السياسيين الليبيين.
تصريحات معارضة
رئيس حزب المؤتمر الوطني الحر، فتح الله بشير السعداوي، وصف التحركات الدولية بأنها "حق أُريد به باطل"، مؤكداً أن "المجتمع الدولي تدخّل بسبب مماطلة السياسيين وأعضاء البرلمان ومجلس الدولة في التوصل إلى حلول للأزمة".
وأضاف السعداوي في تصريح صحفي: "الأطراف المحلية كانت تملك زمام المبادرة لسنوات، لكنها اختارت المماطلة بدلاً من التوافق، ما اضطر المجتمع الدولي إلى التدخل بعد أن فقد الأمل في قدرة السلطات الليبية على إيجاد حلول محلية".
واتهم السعداوي بعض الأطراف بالسعي للاستفادة من الوضع الحالي لضمان بقائهم في السلطة، مشيراً إلى أن تسريبات الحوار المرتقب تتحدث عن لجنة مصغرة تضم عدداً محدوداً من أعضاء البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، وهو ما يفسر ارتفاع حدة الانتقادات.
الحل في يد المجتمع الدولي؟
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي، يوسف الفارسي، إن "الحل في ليبيا سيكون دولياً للأسف، بسبب تعنّت مجلسي النواب والدولة ورفضهم التخلي عن مواقعهم".
وأوضح الفارسي أن "المخرج الوحيد يكمن في تشكيل لجنة حوار رفيعة المستوى، بعيدة عن المجلسين، وتضم ممثلين عن الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الأمنية، والمشائخ".
وأشار الفارسي إلى أن "الدول الفاعلة في المشهد الليبي تسعى لتحقيق مصالحها، وأي حكومة يتم تشكيلها بدعم دولي ستحظى بموافقة محلية بغض النظر عن مدى كفاءتها"، منتقداً في الوقت نفسه رفض البرلمان لأي تدخل دولي في الأزمة السياسية.
يبدو أن الأزمة الليبية ما تزال تراوح مكانها وسط تصاعد التوترات بين الأطراف المحلية وتزايد التدخلات الدولية. وبينما تسعى البعثة الأممية لإطلاق حوار سياسي جديد، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه الجهود من كسر الجمود، أم أن ليبيا ستظل عالقة في دائرة الانقسام والصراع على السلطة؟