حلب تشتعل مجددًا... تصعيد عسكري على الحدود السورية اللبنانية والتهديدات الإسرائيلية تتصاعد
شهدت الحدود السورية اللبنانية توتراً متزايداً مع استمرار القصف الإسرائيلي على معاقل حزب الله، في وقتٍ حساس حيث التزمت تل أبيب بوقف إطلاق النار مع الحزب. اليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ ضربة جوية استهدفت مواقع للبنى التحتية العسكرية بالقرب من الحدود بين سوريا ولبنان، وذلك بسبب عمليات تهريب أسلحة لحزب الله من سوريا إلى لبنان، وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديداً أمنياً. وتستمر إسرائيل في استهداف شبكات تهريب الأسلحة، بما في ذلك جسور وطرق رئيسية في محافظة حمص السورية، بهدف قطع خطوط الإمداد ومنع وصول الأسلحة المتطورة إلى حزب الله في لبنان.
في سوريا، اشتعلت الأوضاع في مدينة حلب، حيث سيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل حليفة لها على غالبية المدينة، بما في ذلك بعض المراكز الحكومية والسجون. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا الهجوم هو الأعنف منذ سنوات، حيث شنت طائرات حربية روسية غارات على المدينة لأول مرة منذ عام 2016. وأدى الهجوم إلى دخول فصائل مسلحة إلى حلب، بعد أن كانت المدينة تحت سيطرة القوات السورية منذ 2016، مما أعاد إشعال القتال في مناطق كانت هادئة منذ سنوات.
فيما يتعلق بانسحاب الجيش السوري من حلب، أعلن الجيش أن هذا الانسحاب كان "مؤقتًا" بهدف إعادة حشد قواته استعدادًا لهجوم مضاد ضد من وصفهم بـ"الإرهابيين". وأشار إلى أن العديد من الجنود السوريين قتلوا أو أصيبوا خلال المعارك العنيفة في الأيام الأخيرة. من جهة أخرى، أعرب بعض المسؤولين عن قلقهم من تزايد السيطرة العسكرية للفصائل المسلحة في حلب، حيث تشير بعض التحليلات إلى أن هذه الهجمات قد تكون جزءًا من عملية متفق عليها دوليًا لإخراج إيران من سوريا.
أما على الصعيد الدولي، فقد نفى المسؤولون الأمريكيون أي علاقة مباشرة لواشنطن بالهجوم على حلب، في حين نأت تركيا بنفسها عن الاشتباكات في شمال سوريا، معربة عن استعدادها للتعامل مع أي تداعيات قد تطرأ نتيجة لهذه التطورات.
تتواصل المعارك والتوترات في المنطقة وسط التهديدات المتبادلة، مما يضاعف من معاناة المدنيين في سوريا ولبنان، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي في ظل التدخلات العسكرية المتعددة.