فضيحة هاتف تكلف وزيرة النقل البريطانية منصبها.. استقالة لويز هاي تهز حكومة ستارمر
في ضربة قوية جديدة لحكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قدمت وزيرة النقل لويز هاي استقالتها، وذلك بعد الكشف عن تورطها في قضية تعود إلى عام 2013، حيث اعترفت بتضليل الشرطة بشأن هاتف محمول زعمت أنه تعرض للسرقة. هذه الفضيحة التي شهدت الكشف عن إدانتها في 2014، بعد أن تبين أن الهاتف كان لا يزال في منزلها، تسلط الضوء على مزيد من التحديات التي تواجه حكومة ستارمر التي كانت قد حققت فوزاً ساحقاً في الانتخابات العامة التي جرت في يوليو الماضي.
وأفادت تقارير إعلامية أن هاي تم الإفراج عنها بشكل مشروط بعد إدانتها بتهمة تضليل الشرطة، وهو ما دفعها لتقديم استقالتها. في رسالتها التي بعثت بها إلى ستارمر، أوضحت هاي أنها أبلغت الشرطة بفقدان الهاتف المحمول خلال حادث سرقة زعمت أنها تعرضت له أثناء سهرة في عام 2013. ولكن، بعد فترة اكتشفت أنه كان في منزلها طوال الوقت.
وأشارت هاي في استقالتها إلى أن هذه القضية أصبحت مصدر تشتيت كبير، ومن شأنها أن تؤثر سلبًا على قدرتها على أداء مهامها الوزارية بالشكل المطلوب. وأضافت أنها ستظل ملتزمة بالمشروع السياسي الذي يعتمده حزب العمل، ولكن من خارج الحكومة، حيث ترى أن هذا هو الخيار الأفضل في الوقت الراهن.
من جانبه، شكر رئيس الوزراء كير ستارمر هاي على جهودها، مشيدًا بإسهاماتها في تنفيذ الأجندة الطموحة لوزارة النقل خلال الفترة السابقة. وقال ستارمر في بيان نشره مكتبه: "أنا ممتن للغاية لما قدمته الوزيرة لويز هاي من عمل دؤوب في هذا المنصب".
في المقابل، سارع حزب المحافظين المعارض إلى التعليق على استقالة هاي، حيث اعتبر أن الوزيرة اتخذت "القرار الصحيح"، لكنه تساءل عن كيفية قيام ستارمر بتعيينها في هذا المنصب رغم علمه المسبق بإدانتها بتضليل الشرطة، مطالبًا إياه بتوضيح أسباب هذا "الفشل الواضح في الحكم" أمام الشعب البريطاني.
تأتي استقالة هاي في وقت يعاني فيه حزب العمل بقيادة ستارمر من تراجع في مستويات الدعم الشعبي، خاصة بعد سلسلة من الانتقادات التي واجهتها الحكومة منذ تسلمها السلطة في يوليو. من بين هذه الانتقادات كانت قرارات تتعلق بتخفيض مدفوعات الوقود لكبار السن، واستخدام التبرعات لشراء ملابس وحفلات ضيافة، إضافة إلى التعديلات التي أجرتها الحكومة على ضرائب الشركات والمزارعين.
فيما يتعلق بحادثة الهاتف المحمول، أكدت هاي أنها لم تحقق من ورائها أي مكاسب شخصية، واصفة ما حدث بأنه "خطأ غير مقصود". لكنها أكدت أيضًا أنه كان من الأفضل لها أن تتنحى عن منصبها في هذه المرحلة لتجنب تشتيت الانتباه عن عمل الحكومة.
ستظل استقالة لويز هاي تحتل مساحة كبيرة في الصحافة البريطانية، في ظل استمرار الحكومة في مواجهة العديد من التحديات التي تهدد استقرارها السياسي.