في متاهة الأكاذيب.. نفق يحيي السنوار بين الهروب والبطولة

فجّرت إسرائيل العديد من التساؤلات بشأن توقيت الكشف عن "أسرار النفق" الذي أعده يحيى السنوار، زعيم "حماس" في غزة، للاختباء مع عائلته قبل تنفيذ هجوم "طوفان الأقصى". ورغم امتلاكها لمقطع خاص بالنفق، الذي صُوِّر في 6 أكتوبر 2023، أي قبل يوم من الهجوم، إلا أنها لم تنشر سوى صورة للسنوار، مُدَّعيةً أن الشخص في الصورة قد يكون شبيهاً له، دون تقديم معلومات إضافية.

اغتيال يحيي السنوار

بعد اغتيال السنوار، بدأ الجيش الإسرائيلي في عرض مقاطع فيديو تُظهره مع أفراد أسرته أثناء تجهيزهم للنفق بأغراض تضمن لهم الاختباء لفترات طويلة. وعرضت هذه المقاطع تجهيزات متنوعة، تشمل مقاعد، مناضد، أسرّة، ملابس، أغذية، ومروحة تهوية.

إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال يحيي السنوار

وقالت "كابتن أيلا"، المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن أحد المقاطع يُظهر "مشاهد هروب السنوار مع عائلته إلى داخل النفق تحت الأرض قبيل مجزرة السابع من أكتوبر".

ومع ذلك، أثار هذا الفيديو تساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض جزءاً من حملة تشويه متعمدة ضد السنوار، في وقت تتباين فيه الروايات الإسرائيلية حوله؛ حيث تُظهره أحياناً كبطل يقاوم، وأحياناً أخرى كخائن أناني يفرّ بحماية عائلته.

الجيش الإسرائيلي يستهدف محمد السنوار بعد اغتيال شقيقه.. تصعيد مستمر ضد حماس

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن استهدافه النشط لمحمد السنوار، شقيق زعيم حركة حماس يحيى السنوار، بالإضافة إلى جميع القادة العسكريين للحركة. يأتي ذلك بعد أيام من إعلان اغتيال يحيى السنوار، قائد حماس في غزة.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، أن العمليات العسكرية ستستمر ضد حماس وبنيتها التحتية، مشددًا على أن الجيش يتبع استراتيجيات تتماشى مع القانون الدولي، نافياً تنفيذ "خطة الجنرال" التي كانت تستهدف محاصرة شمال غزة.

يُعتبر محمد السنوار شخصية بارزة في حماس، حيث شغل سابقًا منصب قائد لواء خان يونس التابع لكتائب القسام، وكان له دور بارز في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ويُعرف أيضًا بأنه المهندس الرئيسي لشبكة الأنفاق تحت غزة، مما يجعله شخصية مهمة في هيكل الحركة، ويُنظر إليه كخليفة محتمل لشقيقه.

تأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي في 17 أكتوبر 2024 عن مقتل يحيى السنوار، بعد عام من المطاردة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي، أن "الشخص الذي ارتكب أفظع مذبحة في تاريخ أمتنا تم القضاء عليه، لكن الحرب لم تنتهِ بعد وعلينا استعادة المختطفين".