مودي في أوكرانيا.. رحلة دبلوماسية لفتح أبواب السلام في زمن الحرب
![زيارة مودي إلى أوكرانيا](https://media.unitedmuslimworld.com/img/24/08/23/26627.png)
في زيارة تاريخية، وصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى كييف يوم الجمعة، ليصبح أول مسؤول هندي يتوجه إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب مع روسيا في فبراير 2022.
خلال الزيارة، سيتباحث مودي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع المستمر. وقد عبر مودي عن دعمه للحوار والدبلوماسية كوسيلة لإحلال السلام، قائلاً إن "المشكلات لا يمكن حلها على ساحة المعركة".
تأتي زيارة مودي في وقت عصيب على الصعيد الدبلوماسي، حيث تصاعدت الأعمال القتالية، بما في ذلك الهجوم الأوكراني المفاجئ على منطقة كورسك الروسية.
ويرى البعض في أوكرانيا أن مودي قد لا ينجح في إحداث تقدم ملحوظ، نظراً لكونه قريبا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما أثار انتقادات بعد زيارة سابقة لموسكو.
تجدر الإشارة إلى أن مودي قد زار بولندا قبل توجهه إلى كييف، حيث أعرب عن أمله في استعادة السلام والاستقرار في المنطقة.
ومن المتوقع أن يسفر الاجتماع مع زيلينسكي عن توقيع عدد من الوثائق التي تعزز العلاقات بين الهند وأوكرانيا. وقد التقطت صور لمودي وهو يستقبل بحفاوة من قبل الجالية الهندية في كييف، بينما تسعى الهند لتحقيق توازن بين علاقاتها التاريخية مع روسيا وتعزيز شراكاتها الأمنية مع الدول الغربية في مواجهة التحديات الإقليمية.
ويسعى مودي الذي أصبح أول رئيس وزراء هندي يزور أوكرانيا لصنع سلام تأخر لأكثر من عامين ونصف عقب الحرب التي اندلعت في فبراير 2022 بالتوازي مع هجوم مضاد أوكراني في أراض روسية.
وقال مودي قبيل الزيارة "لا يمكن حل أي مشكلة في ساحة المعركة"، مضيفا أن الهند تدعم "الحوار والدبلوماسية لإرساء السلام والاستقرار في أقرب وقت".
ويبدو أن تحقيق اختراق دبلوماسي بين موسكو وكييف أبعد من أي وقت مضى بعد الهجوم المفاجئ لأوكرانيا على منطقة كورسك بغرب روسيا.
ومن غير الواضح ما إذا كان مودي سينجح في تحقيق نتيجة فعلية إذ يعتبره كثيرون في أوكرانيا قريبا جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأثار مؤخرا إدانات في كييف لمعانقته الزعيم الروسي خلال زيارة إلى موسكو في يوليو.
وقال مودي إنه يعتزم أن يناقش مع زيلينسكي "آفاق التوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر في أوكرانيا"، وكذلك "تعميق الصداقة بين الهند وأوكرانيا".
وزار بولندا الخميس قبل التوجه إلى أوكرانيا. وذكر على الشبكات الاجتماعية قبيل الزيارة "كصديق وشريك، نأمل بعودة مبكرة للسلام والاستقرار في المنطقة".
ومن جهته قال زيلينسكي في وقت سابق إن "من المتوقع توقيع عدد من الوثائق" خلال الاجتماع مع مودي.
وأعلنت شركة السكك الحديد الأوكرانية وصوله ونشرت مقطعا مصورا يبدو فيه مترجلا من القطار في كييف.
وأكد مودي في وقت لاحق على منصة إكس "وصلت كييف في وقت سابق صباح اليوم. الجالية الهندية استقبلتني بحفاوة بالغة".
وسعى مودي للتوفيق بين العلاقات الودية التي تقيمها الهند تاريخيا مع روسيا والعمل على إقامة شراكات أمنية وثيقة مع بلدان غربية في مواجهة الصين، خصم بلاده الإقليمي.
وتحاشت نيودلهي إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا صراحة في فبراير 2022، وحضت في المقابل الطرفين على حل خلافاتهما عبر الحوار المباشر.
وطالب بوتين في وقت سابق هذا العام كييف بسحب قواتها من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها، وإن كانت لا تسيطر عليها بالكامل، كشرط مسبق للمفاوضات.
وتقول كييف إن أي وقف موقت للمعارك من شأنه فقط أن يمنح موسكو الوقت لإعادة تجميع قواتها والتسلح لهجوم مستقبلي.
وكان رئيس الوزراء الهندي أثار غضب الرئيس الأوكراني بسبب زيارة إلى موسكو في مطلع يوليو ، بعد ساعات على قصف روسي استهدف مدنا عدة في أنحاء أوكرانيا وتسبّب بمقتل 39 شخصا على الأقل وألحق أضرارا جسيمة بمستشفى للأطفال في كييف.
وقد التُقطت صورة لمودي معانقا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقر إقامته الريفي، ما أدانته كييف.
وحافظت الهند وروسيا على علاقات وثيقة منذ الحرب الباردة التي بات الكرملين فيها أكبر مزوّد للسلاح للدولة الواقعة في جنوب آسيا.