اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
الرئيس السيسي يلتقي ملك الدنمارك في مستهل زيارته إلى كوبنهاجن الناتو يسعى لتجميد الصراع الأوكراني.. خطة لحفظ السلام أو تصعيد جديد؟ أمريكا وأفريقيا.. نقطة سوداء في العلاقات الدبلوماسية والتحديات المستقبلية موضوع خطبة الجمعة اليوم.. لغة القرآن تيك توك تحت مجهر المفوضية الأوروبية.. تحقيق في تأثير المنصة على الانتخابات الرومانية وزير الأوقاف المصري: نعمل على الارتقاء بالأداء العلمي والدعوي لتحقيق رسالة مستنيرة ما حكم حلق شعر المولودة الأنثى؟.. الإفتاء تجيب مستشار مفتي الديار المصرية: التعاون مع الجمعية الفلسفية في مؤتمرها الدولي يمثِّل منصة حوارية غنية بالأفكار أمين البحوث الإسلامية للوعاظ: رسالتكم الدعوية والتوعوية لتحصين الفكر أولوية بمناسبة اليوم العالمي للفتوى.. دار الإفتاء المصرية تعقد ندوة دولية 15 ديسمبر التعاون وذوي الهم.. الجامع الأزهر يعقد لقاء جديد من البرامج الموجهة للمرأة السبت المقبل وفاة الداعية هشام القباني النقشبندي صهر الشيخ محمد ناظم الحقاني.. وعلي جمعة ينعيه

انسحاب القوات الأمريكية من النيجر.. تحول دراماتيكي في معركة النفوذ الأفريقي

القوات الأمريكية في النيجر
القوات الأمريكية في النيجر

قبل يومين، انتهت القوات الأمريكية من مغادرة قاعدتها في النيجر، ليُختتم بذلك الفصل العسكري بين واشنطن وهذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وقد اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" هذا الانسحاب، الذي تم قبل الموعد النهائي الذي حدده المجلس العسكري في 15 سبتمبر المقبل، "نكسة استراتيجية كبيرة لواشنطن".

وقالت الصحيفة إن انسحاب القوات الأمريكية، التي بلغ عددها 1100 جندي في ذروتها، يأتي بعد أكثر من عقد من الاستثمار في النيجر وأشهر من الجهود غير المثمرة لإعادة البلاد إلى مسار ديمقراطي بعد الانقلاب الذي شهده الجيش قبل عام. وأشارت إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في النيجر كان محور جهود واشنطن لمكافحة الإرهاب المتصاعد في هذه المنطقة، لافتة إلى أن الانسحاب يتزامن مع تصاعد العنف المتطرف في غرب أفريقيا وزيادة النفوذ الروسي في المنطقة.

وفي مقابلة، عبر اللواء كينيث إيكمان، قائد عملية الانسحاب، عن قلقه بشأن الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن التهديدات قد تفاقمت وازدادت حدة، وأن الوصول الأمريكي إلى المنطقة قد تقلص رغم عدم تغير الأهداف.

في حفل أقيم يوم الاثنين الماضي في مطار أغاديز بمناسبة الانسحاب، قرأ المسؤولون النيجيريون والأمريكيون بياناً مشتركاً بالفرنسية والإنجليزية ووقعوا وثائق لتسليم القاعدة رسمياً. كما تم شحن الطائرات بدون طيار والمعدات الحساسة التي كانت تستخدمها القوات الأمريكية لجمع المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم القاعدة و"داعش". ولم يتبقى في القاعدة التي بنيت عام 2019 وتكلف بناؤها أكثر من 100 مليون دولار سوى المطبخ والصالة الرياضية وأماكن النوم.

ويرى إبراهيم يحيى إبراهيم، نائب مدير مشروع الساحل في مجموعة الأزمات الدولية، أن الانسحاب يؤثر على الاستراتيجية الأمريكية ليس فقط في النيجر ولكن في منطقة الساحل بأسرها، مشيراً إلى أن الانقلاب في النيجر كان رمزاً لسقوط آخر دولة ديمقراطية محبوبة للغرب.

وقد اكتسبت القاعدة الأمريكية في النيجر أهمية متزايدة كجزء من استراتيجية مكافحة الإرهاب التي بدأت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتزايدت بشكل أكبر بعد أن استولى المتطرفون والانفصاليون على جزء كبير من مالي المجاورة. ويقول كاميرون هدسون، زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن القاعدة كانت توفر "نافذة على كل ما يحدث في المنطقة"، بينما الآن "ما نقوم به هو الانتقال إلى الهامش".

بعد الانقلاب في النيجر، ضغطت واشنطن على المجلس العسكري لاستعادة الديمقراطية وعودة الرئيس محمد بازوم إلى الحكم، محذرة من أن المساعدة الأمريكية معلقة. وفي مارس الماضي، أعلن المتحدث باسم الحكومة العسكرية في النيجر أن وجود القوات الأمريكية "غير قانوني"، وفي الشهر التالي رحبت النيجر بمدربين عسكريين روس في نفس المطار الذي كانت القوات الأمريكية متمركزة فيه.

وفي مايو، حمل رئيس وزراء النيجر علي ماهامان لامين زين الولايات المتحدة مسؤولية انهيار العلاقات. وأكد مسؤولان دفاعيان أمريكيان أن خروج أمريكا لم يكن كاملاً، حيث أن القاعدة الجوية 201 كانت آخر موقع عسكري أمريكي في النيجر بعد مغادرة القوات من القاعدة الجوية 101 في نيامي في يوليو الماضي.

بدأت شراكة الولايات المتحدة مع النيجر في التفكك منذ الصيف الماضي بعد الانقلاب العسكري، واستغرق الأمر شهوراً لتصنيف ذلك كـ"انقلاب"، وهو ما يقيّد المساعدات الأمريكية والنشاط العسكري. وحذر العديد من المحللين في واشنطن من أن أمريكا تخسر نفوذها في القارة لصالح خصوم مثل روسيا والصين. وفي مارس، حذر الجنرال مايكل لانجلي من القيادة الأمريكية في أفريقيا الكونغرس من أن روسيا توسع نفوذها بين الدول الأفريقية، مما يضع العديد منها على حافة الوقوع تحت نفوذها.

شهد غرب أفريقيا خلال السنوات الماضية موجة من الانقلابات، ورفضت العديد من الحكومات الجديدة، بما في ذلك النيجر، التعاون مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" وقطعت علاقاتها مع فرنسا.