اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
ماكرون بين الوفاء بوعده وحتمية الحل.. هل يتراجع عن وعد عدم حل البرلمان الفرنسي؟ وزيرا خارجية مصر والصين يتفقان على عدم التدخل في الشأن السوري السودان في قاع الكارثة.. حرب مستمرة وأزمات إنسانية تهدد الملايين في 2024 صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان” … خطبة الجمعة من وزارة الأوقاف المصرية شيخ الأزهر يبحث وضع استراتيجية وطنية للتعليم والإعلام لمواجهة العادات المخالفة للقيم الدينية مع وزيرة التضامن الإمام الأكبر يؤكد لوزير المالية المصري خصوصية رسالة الأزهر وأهميتها انطلاق الدورة التدريبية على الفتوى لاتحاد الطلبة الإندونيسيين تعاون بين وزارتي الأوقاف والإنتاج الحربي لتنفيذ مشروعات خيرية واجتماعية بايدن يخفف أحكام 1500 شخص ويعفو عن 39 شخصًا آخرين مرصد الأزهر: استهداف المدنيين بالنيجر أسلوب إجرامي للتنظيمات الإرهابية لإثبات تأثيرها الأزهر الشريف يعلن إطلاق مبادرة لتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المصريين بالخارج ما حكم الزواج العرفي بدون شهود؟.. الإفتاء تجيب

باحث أمريكي: وسائل إعلام غربية تسعى لتضليل الرأي العام بشأن الأحداث في غزة

 الباحث الجيوسياسي الأمريكي بريان بيرليتيك
الباحث الجيوسياسي الأمريكي بريان بيرليتيك

لا تسعى وسائل الإعلام الغربية إلى "إعلام" الرأي العام العالمي بالأحداث الجارية في غزة، بل إلى تضليل الرأي العام وتقسيمه واستفزازه، ولقد خلفت الحرب بين إسرائيل وغزة خسائر غير مسبوقة في أرواح الصحفيين في غزة منذ أن بدأ النظام الإسرائيلي غزو غزة في 7 أكتوبر 2023.

وبحسب نقابة الصحفيين في غزة، بلغ إجمالي عدد الصحفيين القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر، 157 صحفياً، وقد أثار مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان مخاوف جدية مماثلة بشأن مقتل الصحفيين في الماضي في سياق التصعيد الحالي في غزة.

ويواجه الصحافيون في غزة مخاطر عالية بشكل خاص أثناء محاولتهم تغطية الصراع أثناء الهجوم البري الذي يشنه النظام الإسرائيلي، بما في ذلك الغارات الجوية المدمرة، وانقطاع الاتصالات، ونقص الإمدادات، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع. وهذا يعني أن توثيق الوضع أصبح أكثر صعوبة على نحو متزايد.

وفي تصريحات صحفية كشف الباحث الجيوسياسي الأمريكي بريان بيرليتيك عن الوضع والمعايير المزدوجة التي تنتهجها الدول الغربية.

وقال الباحث الأمريكي، إنه في بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أعلن المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي الأميرال البحري دانييل هاجاري أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيركز على "الضرر الأقصى" بدلاً من الدقة. هذا الإعلان عن نوايا إسرائيل تجاهل القانون الدولي في تنفيذ عملياتها العسكرية في غزة يعني أن جميع الوفيات بين المدنيين، بما في ذلك الصحفيين وعمال الإغاثة، متعمدة إلى حد كبير ومسألة سياسة إسرائيلية وليس أضرارًا جانبية لا مفر منها.

وأشار إلي أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مصممة خصيصاً لتكون استفزازية، وكلما كانت هذه العمليات أكثر نفاقاً ولاإنسانية، كلما كان رد الفعل العاطفي تجاهها أعمق. والغرض من ذلك هو خلق الغضب الشعبي في مختلف أنحاء المنطقة لتعقيد جهود الحكومات الإقليمية لتجنب الحرب الأوسع التي تسعى إسرائيل ورعاتها الأمريكيون إلى تعجيلها بمثل هذه العمليات. والغضب الشعبي يخلق ضغوطاً متزايدة وعدم استقرار في الدول في مختلف أنحاء المنطقة، مما يجعل من الصعب على الحكومات ممارسة الصبر وضبط النفس في الرد على العدوان الأميركي الإسرائيلي.

ولافت إلى أن الحقيقة البسيطة هي أن "الصحافة" الغربية لا وجود لها إلا بالاسم. فالمؤسسات الإعلامية في مختلف أنحاء الغرب التي تغطي الصراع في غزة (وفي أماكن أخرى في مختلف أنحاء المنطقة وحول العالم) عبارة عن دعاة يستخدمون مفاهيم مثل "الصحافة" و"الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" كستار دخاني للمساعدة في تبرير وتعزيز سياسة خارجية لا يمكن الدفاع عنها ينتهجها الغرب بشكل جماعي، والتي تتضمن استخدام إسرائيل كوكيل إقليمي عدواني. ولا تسعى وسائل الإعلام الغربية إلى "إعلام" الجمهور العالمي بالأحداث الجارية في غزة، بل إنها تعمل على تضليل الجمهور وتقسيمه واستفزازه.

وأوضح أن وسائل الإعلام الغربية تعمل كوسيلة لتعزيز أهداف السياسة الخارجية الأميركية الأوروبية، وكل ذلك تحت ستار ممارسة "الصحافة". ومن بين أهداف السياسة الخارجية هذه استخدام إسرائيل لشن حروب بالوكالة ضد خصوم الولايات المتحدة وأوروبا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لتبرير وجود عسكري غربي كبير في المنطقة، وإثارة حرب يمكن للغرب الجماعي نفسه التدخل فيها بشكل مباشر. وكما تمارس المصالح الخاصة الغربية نفوذاً على وسائل الإعلام الغربية، فإنها تمارس أيضاً نفوذاً هائلاً على الحكومة ووسائل الإعلام الإسرائيلية، مما يخلق الوحدة واستمرارية الأجندة. وهذا يشبه إلى حد كبير الطريقة التي تستخدم بها الولايات المتحدة أوكرانيا كوكيل ضد روسيا، حيث تسيطر على جميع جوانب الحكومة الأوكرانية ومساحة المعلومات تقريباً، بما في ذلك وسائل الإعلام. إن فهم هذه المشكلة بشكل كامل هو الخطوة الأولى نحو إيجاد حل لها.

واختتم حديثه قائلا، من الأهمية بمكان أن يتم إجراء صحافة وتحليلات حقيقية وموضوعية فيما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة. ويجب لفت الانتباه إلى ما يحدث بالفعل وأسبابه. وبقدر ما هو إنساني أن يتحول المرء إلى شخص عاطفي (غاضب، حزين، يائس) إزاء الانتهاكات المنهجية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية سواء في غزة أو في مختلف أنحاء المنطقة، فإن السماح للعواطف بدلاً من العقل والحقائق بتوجيه تغطية الحرب لا يساعد إلا في زيادة استفزاز واستقطاب الجمهور، مما يجعل التصعيد (والاستمرار في خسارة أرواح الأبرياء) أمرًا لا مفر منه. ومن المهم بنفس القدر التواصل مع ضحايا الدعاية الغربية وإقناعهم بالحقائق، كما هو الحال مع الاستمرار في إعلام أولئك الذين يفهمون بالفعل الحقيقة حول الأحداث المتكشفة في غزة وحولها.