اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

انتخابات الكونجرس الأمريكي.. رهانات وتحديات بين الديمقراطيين والجمهوريين

الكونجرس
الكونجرس

يتصدر سباق الرئاسة الأمريكية عادةً اهتمام الناخبين والرأي العام الأمريكي والدولي، ولكن انتخابات الكونجرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، التي ستجري في 5 نوفمبر المقبل، تحمل أهمية كبيرة في تحديد توجهات واشنطن السياسية والاقتصادية.

ويلعب الكونجرس، خاصة مجلس الشيوخ، دوراً محورياً في دعم أو تعطيل السياسات التي يريد الرئيس تنفيذها، بينما يتمتع مجلس النواب بسلطة تعطيل أو إلغاء القوانين، مثلما حدث مؤخراً عندما عرقل حزمة المساعدات الطارئة التي طلبها البيت الأبيض لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، لأكثر من 8 أشهر.

فرصة للجمهوريين
في الانتخابات القادمة، سيتم تجديد جميع مقاعد مجلس النواب، التي تُجرى كل سنتين، كما سيتم تجديد ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، معظمهم من الديمقراطيين. وهذه فرصة للجمهوريين لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، حيث إنهم بحاجة لقلب نتائج ولايتين فقط لتحقيق ذلك، إذ يشغلون حالياً 49 مقعداً مقابل 51 للديمقراطيين. الفرص الكبيرة أمام الجمهوريين تشمل 6 ولايات: نيفادا، وأريزونا، وويسكونسن، وبنسلفانيا، وميشيغان، وماريلاند، إضافةً إلى ولايتين حمراوين سابقاً، اخترقهما الديمقراطيون: ويست فرجينيا، ومونتانا.

رغم ذلك، يتوخى الجمهوريون الحذر بعد خيبة الأمل في انتخابات 2020 و2022، حيث فشل مرشحو الحزب الذين دعمهم دونالد ترامب في تحقيق فوز واسع، ويُتوقع أن ينال الجمهوريون 51 مقعداً، ولكن يتوقع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي قرر التقاعد، ألا يحدث تغيير كبير بسبب جودة المرشحين وعدم خسارة أي عضو شاغل لمقعده في الدورة الأخيرة.

مهمة صعبة للحزبين
رغم التفاؤل الحذر بين الجمهوريين، فإن المهمة ليست سهلة، إذ إن الديمقراطيين يشغلون المقاعد في هذه الولايات مع أفضلية كبيرة في استطلاعات الرأي. وأغلب المرشحين الجمهوريين هذا العام ليس لديهم خبرة في المناصب المنتخبة، على عكس المرشحين الديمقراطيين. بالإضافة إلى ذلك، يأمل الديمقراطيون في تعزيز أغلبيتهم في مجلس الشيوخ من خلال تحسن شعبية الرئيس جو بايدن في الأشهر المقبلة.

بالنسبة للجمهوريين، يسعى الحزب لاستهداف ولايات مثل ماريلاند، بينما يركز الديمقراطيون على ولايات تقليدية كولاية تكساس، حيث يعتقدون أن توجهات الناخبين تغيرت.

رهان على قضية الإجهاض
يراهن الديمقراطيون على الاستفادة من تراجع حقوق الإجهاض في العديد من الولايات لإقناع الجمهوريين المعتدلين بالتصويت لصالحهم، وإثارة الحماس بين الديمقراطيين، وقد نجح الديمقراطيون في وضع قضية الإجهاض على بطاقات الاقتراع في عدة ولايات، وهو ما قد يكون عاملًا مؤثرًا في جذب الناخبين.

وتظهر هذه الانتخابات التحديات التي يواجهها الحزبان، مع فرص متساوية تقريباً للسيطرة على الكونغرس، وتأثير ذلك على المسار السياسي للولايات المتحدة في المستقبل.