اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حركة ماي ماي.. النساء ضحايا العنف الجنسي في الكونغو

حركة ماي ماي
حركة ماي ماي

تختلف هذه المجموعات في أهدافها وتركيبها وتكتيكاتها، لكنها تشترك بشكل عام في معارضة الحكومة المركزية للكونغو الديمقراطية واستخدام العنف لتحقيق أهدافها، وظهرت مجموعات ماى ماى لأول مرة خلال حرب الكونغو الثانية (1998-2003)، حيث قاتلت ضد القوات الأجنبية والجماعات المسلحة الأخرى، واستمرت هذه المجموعات في الوجود بعد انتهاء الحرب، وشاركت في صراعات إقليمية وعرقية مختلفة.

ماى ماى كاتا كاتانجا، هى مجموعة من المتمردين من "ماى ماى" فى جمهورية الكونغو الديمقراطية التى تدعم انفصال مقاطعة كاتانغا، أسست عام 2011، تحارب حركة "ماى ماي" التنظيمات الأجنبية المسلحة (من رواندا وأوغندا) التى تستهدف المدنيين فى الكونغو الديمقراطية.

وفى إقليم ايتورى (شرق)، تعارض الحركة مشروع يهدف إلى حماية حيوان الـ "أوكابي" المهدد بالانقراض (حيوان يعيش فى غابات وسط إفريقيا) مطالبين بحق السكان فى صيد هذه الأنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض من خلال شن هجمات متفرقة على موقع المحمية البيئية فى المنطقة.

وتنشط جماعات مسلحة أخرى فى الكونغو الديمقراطية من أجل "المصالح الخاصة"، إذ تطالب بإعادة إدماجهم فى الجيش الكونغولي، مثل "الجبهة الوطنية المقاومة" فى إيتوري، و"تحالف الوطنيين من أجل كونغو حرة"

واستمرت الحركة المسلحة في مسيرتها العنيفة على مدار عقدين من الزمن حتى اليوم. فتسببت في نزوح جماعي للمواطنين هرباً من الموت والعنف. بفعل الهجمات المتكررة لهذه المجموعة التي جعلت من فرض السيطرة ونشر حالة الخوف قانوناً لها في معاملة مخالفيها.

نظرة الحركات المسلحة للمرأة عادة ما يسيطر عليها جانب كبير من الدونية والتحقير. والكثير منهم يعتبرونها عنصر ثانوي بل وهدف شائع في هجماتهم المسلحة على المخالفين لهم. والنساء بالنسبة لهم غنائم مباحة على كل المستويات.

وارتبطت حركة “ماي ماي” لدى الكثيرين بأعمال العنف الجنسي. وقد حاول بعض جنودها التخلص من تلك الوصمة بوصفهم لما يشاع عنهم بالدعاية المضادة.

وأكدوا أن دورهم يكمن في حماية السكان المحليين. وأن أعمال الاغتصاب بشكل عام لا تلقى استحسان من القادة. بينما يرى فريق آخر أن تلك الأفعال طبيعية ووارد حدوثها رغم عدم إقرارهم بها كجريمة تستدعي العدول عنها أو محاسبة مرتكبيها.

وبحسب دراسة بعنوان “الجماعات المسلحة والعنف الجنسي”، لـ إليزابيث جيه وود: يعتنق جنود الحركة أكثر المفاهيم رجعية تجاه النساء. ويحصرون دورهم في الطهي والتنظيف وتربية الأطفال. أو الزراعة وتولي أنشطة تجارية بسيطة لإعالة الأسرة. رغم اعتراف الجماعة بأهمية دعم النساء لهم حيث اعترف بعض جنودها بقيام العديد من النساء بزراعة المحاصيل في حقولهن في مناطق سيطرة الحكومة ودعم الجماعة بالطعام.

وعلى غرار عدد كبير من الجماعات المسلحة. فإن للقائد الحق المطلق في اختيار فتاته من بين النساء. بل ويحق له فيما بعد إهدائها لجنوده المقربين أو الأكفاء ممن يحيطون به. ولا يوجد مجال هنا للحديث عن الإرادة فإما الموت أو الانصياع الكامل من الضحية والامتناع عن المقاومة بكل أشكالها.

وتورطت ماي ماي في الكثير من أعمال الاغتصاب والاختطاف وأعمال السلب وغيرها. ما تسبب في نزوح جماعي متكرر للمدنيين. ويشتهر فصيلين من ميليشياتها وهما “شيكيتو وكيفوافوا” بارتكابهم أشد الانتهاكات وحشية ودموية بحق النساء والمعارضين لهم.