اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

أفريقيا والأزهر: حكاية ألف عام.. ثقافة وتاريخ وحضارة

دور الأزهر الشريف في أفريقيا
دور الأزهر الشريف في أفريقيا

يلعب الأزهر الشريف دورًا هامًا ومحوريًا في القارة الأفريقية، وذلك من خلال نشر الإسلام الوسطي المعتدل ومكافحة التطرف والفكر الضال، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، ودعم التنمية والسلام في أفريقيا.

يُعد الأزهر الشريف منارة إشعاع للإسلام الوسطي المعتدل في أفريقيا، ومنارة للسلام والتسامح والتعاون بين الشعوب الأفريقية.

قبل أكثر من ألف عام، نشأ الأزهر فى قلب القاهرة الوليدة، وهذه الألف عام ليست عمر .. المآذن والصحن والقباب فحسب ، ولكنها عمر مصر أيضا ، بكل ما تمثله من ريادة في مختلف نواحي الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية، وكمركز إشعاع يفيض بنوره الذي يصل إلى أركان الدنيا ، فقد امتزج تاريخ الأزهر امتزاجا عضويا بتاريخ الشعب المصري على توالي الحقب والقرون، وشمخ الأزهر طوال حياته المديدة والعامرة .. بوصفه أقدم وأعظم جامعة في دنيا الإسلام ، وكان أعتي المتاريس التي تصدت لكل احتلال طمع في مصر ، ومعقلا من أهم معاقل القومية العربية، وقـُدِّر لهذا البنيان من اللحظة الأولى أن يكون دار علم وعبادة معاً، وأن يضطلع بدور كبير فى إعادة تشكيل وعى المسلمين كلهم ، وأن يكون جامعة استثنائية فى كل المنطقة.

نجح الأزهر الشريف فى تقديم الدعم والمساندة لمسلمى العالم، خاصة فى القارة الأفريقية لما لها من علاقات وجذور تاريخية بمصر، حيث بدأ فى التواصل مع الشعوب والدول الأفريقية عبر إيفاد مبعوثيه إلى تلك الدول، وإرسال القوافل الدعوية للتواصل مع شعوب القارة، لم يغب الأزهر الشريف يوماً عن دوره الداعم والمساند بقوة لشعوب القارة ، حيث قَّدم الأزهر عبر تاريخه الطويل الممتد لأكثر من ألف عام كل سبل الدعم لشعوب القارة السمراء، وزاد هذا الاهتمام بصورة لافتة خلال السنوات الأخيرة ليستكمل هذه المسيرة الحافلة ويضيف إليها رصيداً راسخاً فى كل المجالات، ومنها التعريف بصحيح الدين الإسلامى الوسطى، ونشر اللغة العربية وإحلال السلام والتسامح والتعايش، ويحمل الأزهر خبرات مئات السنين التي لا تتوفر لغيره من المؤسسات، مما يجعله الأكثر قدرة على تقديم التأهيل العلمي والدعوي في أفريقيا.

وتشمل مجالات عمل الأزهر في أفريقيا ما يلي:

1. نشر الإسلام الوسطي المعتدل

يُرسل الأزهر الشريف علماء ومشايخ إلى مختلف الدول الأفريقية لنشر الإسلام الصحيح المُتسامح، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومحاربة التطرف والإرهاب.

يقوم الأزهر بتنظيم العديد من المؤتمرات والندوات والفعاليات الدينية والثقافية في أفريقيا، تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ونشر ثقافة السلام والتسامح.

يدير الأزهر العديد من المعاهد والجامعات الإسلامية في أفريقيا، لتخريج علماء ودعاة مُتنورين يُساهمون في نشر الإسلام الوسطي المعتدل.

2. مكافحة التطرف والفكر الضال

يُحذر الأزهر من مخاطر التطرف والإرهاب، وينبذ كل أشكال العنف والتطرف.

يُصدر الأزهر بيانات ومواقف رافضة للإرهاب والتطرف، ويُدين أعمال العنف التي تُرتكب باسم الإسلام.

يُشارك الأزهر في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، ويُتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات المعنية.

3. تعزيز القيم الإنسانية المشتركة


يُؤكد الأزهر على أهمية القيم الإنسانية المشتركة، مثل: التسامح والاحترام والتعاون والعدل والمساواة.

يُنادي الأزهر بحوار الحضارات والأديان، ويُحذر من مخاطر الصراعات الدينية والثقافية.

يُساهم الأزهر في جهود حل النزاعات والصراعات في أفريقيا، من خلال الحوار والتفاوض.

4. دعم التنمية والسلام في أفريقيا

يُقدم الأزهر المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعوب الأفريقية المُحتاجة، خاصة في حالات الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.

يُساهم الأزهر في مشاريع التنمية في أفريقيا، مثل: بناء المدارس والمستشفيات والمساجد.

يُدعم الأزهر جهود السلام والمصالحة في أفريقيا، من خلال الحوار والتفاوض.

وهناك العديد من الأمثلة على دور الأزهر في أفريقيا، منها:

مبادرة "الأزهر للسلام"

أطلقها الأزهر عام 2017، تهدف إلى نشر ثقافة السلام والتسامح في أفريقيا، ومكافحة التطرف والإرهاب.

مركز الأزهر للثقافة والفكر في إفريقيا

تم إنشاؤه عام 2019، يهدف إلى نشر الإسلام الوسطي المعتدل وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات في أفريقيا.

جائزة الأزهر الشريف للسلام

تُمنح سنويًا لشخصيات أو مؤسسات ساهمت في نشر السلام والتسامح في أفريقيا.

إنجازات الأزهر في أفريقيا

إنشاء جامعة الأزهر العالمية

تأسست جامعة الأزهر العالمية عام 1998، وتضم فروعًا في العديد من الدول الأفريقية، مثل السودان وتشاد وجنوب أفريقيا.

تأسيس مجمع البحوث الإسلامية

يُساهم مجمع البحوث الإسلامية في نشر الدراسات الإسلامية المُعتدلة في أفريقيا، وإصدار الكتب والمطبوعات باللغة العربية واللغات الأفريقية.


إقامة المؤتمرات والندوات

يُنظم الأزهر الشريف العديد من المؤتمرات والندوات حول مختلف القضايا الإسلامية في أفريقيا، مثل قضايا المرأة والشباب والتعليم.


تضاعفت مسئولية الأزهر الشريف منذ أن تسلمت مصر مسئولية رئاسة الاتحاد الأفريقى خلال عام 2019، حيث كان ومازال للأزهر ورجاله الأوفياء دورهم الكبير فى التقارب والتآخى بين مصر وكل دول القارة الأفريقية ومن هذا المنطلق قرر الامام الأكبر شيخ الجامع الازهر وضع لجنة تهتم بالشئون الأفريقية، ويقوم وفد من كبار علمائه بزيارة هذه الدول تباعا لبحث مشكلاتها ورعاية طلابها وتقديم المنح لهم لدراسة علوم الأزهر الشريف واللغة العربية ومختلف العلوم التى تهدف إلى ترسيخ الخطاب الدينى ووسطية الإسلام.، تختصّ اللجنةُ، بالعمل على وضْع البرامجِ والخُطط والأنشطة، التى من شأنها تدعيمُ أبناء دول وشعوب القارّة الأفريقية؛ من خلال بحْث زيادة عدد المِنَح المُقَدَّمة للطلاب الدارسين فى الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرّسين فى دول أفريقيا، وتكثيف البرامجِ التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازى مع القوافلِ الدعوية التى يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة ونشْر الفِكر الوسطيّ، فضلاً عن تَيسير القَوافلِ الإغاثية والطبية للدول الأفريقية الأشدّ احتياجاً، والتى بها عجز فى الطَّواقمِ الطبية لرفْع المُعاناة عنهم، والعمل على ترتيب زياراتٍ خارجية لشيخ الأزهر إلى غرْب أفريقيا.

كما تختص اللجنة ببحْث إمكانية افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية بها، وتَبادُل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية فى الأزهر ودول أفريقيا، وذلك فى إطار جهود الأزهر الشريف فى دعم شعوب القارّة الأفريقية، وتَعزيز أواصر التعاون بين الأزهر ودول وعلماء أفريقيا فى المجالات كافّةً؛ العلمية والفكرية والدعوية والإغاثية، بما يُسهِمُ فى تحقيق التقدُّم والازدهار لشعوب القارّة الأفريقية.

-حرص الأزهر الشريف على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب أفريقيا، وذلك من خلال 16 معهداً أزهرياً تنتشر فى كل من: الصومال وتنزانيا وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والنيجر وأوغندا، وذلك وفق بروتوكولات تعاون بين مصر وهذه الدول.

يعمل الأزهر من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية فى هذه الدول، ونشر المنهج الأزهرى الوسطى، من خلال إمداد هذه المعاهد بالمناهج الدراسية الأزهرية وإيفاد مدرسين فى العلوم الشرعية واللغة العربية. وبالتوازى والتكامل مع هذه المعاهد ينتشر 537 مبعوثاً أزهرياً فى مختلف دول القارة السمراء، لنشر تعاليم الإسلام الصحيحة، وفقا للمنهج الأزهرى الذى يحظى بالقبول فى جميع أرجاء أفريقيا، لما يتميز به من انفتاح وقبول للآخر، ورفض للتعصب والفرقة والكراهية، وحث على التعايش والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف أديانهم وأعراقهم. ويحرص الأزهر على انتقاء هؤلاء المبعوثين من خيرة أبنائه، ممن يتميزون بالفهم الواعى والقدرة على مواجهة المشكلات والقضايا المعاصرة، انطلاقاً من رسالة الأزهر العالمية التى تستهدف نشر ثقافة التعايش والسلام ومواجهة الفكر المتطرف والتأكيد على قيم الحوار والاندماج الإيجابى.

موضوعات متعلقة