اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

طارق فهمي: الضربة الإيرانية الأخيرة كانت اختبارًا للقدرات الإسرائيلية

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الهدف من الضربة الإيرانية الأخيرة، كان اختبار القدرات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الهجوم أسفر فقط عن إصابة قاعدة عسكرية في صحراء النقب.

وأضاف "فهمي"، أن هناك غرفة عمليات أمريكية إسرائيلية تُدير تلك المواجهات، مؤكدًا أن الجانب الأمريكي هو من يدير الأزمة حتى الآن.

وفي سياق متصل، قال الكرملين، اليوم الجمعة، إنه يتابع التقارير حول تنفيذ إسرائيل هجومًا على إيران، ودعا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس" لمنع المزيد من التصعيد.

ودعا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجانبين إلى ضبط النفس والامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في هذه المنطقة الحساسة.

وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في تصريح للصحفيين اليوم الجمعة: "حتى الآن لم تصدر تصريحات رسمية عن إسرائيل، لذلك نحن ندرس هذه المعلومات، في الوقت الحالي نعتبر أنه من السابق لأوانه الإدلاء بأي تعليقات قبل معرفة التفاصيل".

من ناحية أخري قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن ما يجري بين إيران وإسرائيل يتم في إطار حالة التصعيد لقواعد الاشتباك المتفق عليها.

وأضاف، اليوم الجمعة، أن هذه المسرحية استفادت منها إيران من ناحية أنها ظهرت أنها قوية، وبالنسبة لإسرائيل فاستفادت منها، حيث إنها ساعدتها في تعزيز روايتها أنها دولة صغيرة مهددة بالقضاء عليها في أي وقت.

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن العالم بدأ ينسى أن هناك إبادة جماعية في غزة، وأعمالا إرهابية ضد الفلسطينين في الضفة الغربية، حيث تحول الحوار إلى أن إسرائيل هي الضحية المهدد بالقضاء عليها في أي وقت، موضحًا أن بايدن يرفض مبدأ الضغط على إسرائيل إطلاقًا، فهناك ضغط معنوي فقط، حيث يقدمون النصائح دائمًا، ولكن إسرائيل لا تسمع أي نصائح.

أشعل هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، حرباً إسرائيلية مدمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ارتبكت معها حسابات القوى الإقليمية والدولية، خاصةً مع تناثر شظاياها في منطقة الشرق الأوسط، لتصل إلى اشتباكات "محسوبة" على حدود لبنان وإسرائيل، وهجمات للحوثيين ضد إسرائيل والسفن المتجه لها عبر البحر الأحمر، مما أدى إلى رد عسكري أمريكي وتشكيل تحالف "حارس الازدهار" للأمن البحري.

أضف إلى ذلك، اندلاع هجمات متبادلة بين الولايات المتحدة وميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران في العراق وسوريا، الأمر الذي أعاد التوترات بين طهران وواشنطن بعد فترة من التفاهمات دون تسوية القضايا العالقة، كالملف النووي.

وتدفع تلك المعطيات إلى مزيد من الاشتعال الإقليمي على أساس منطق "الدومينو"، لاسيما مع تشابك تفاعلات وقضايا المنطقة، وفي ظل استمرار حرب غزة وتداعياتها، إذ ترفض واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، حتى تحقق الأخيرة هدفها في القضاء على حماس، وهو ما بدا صعباً بعد مرور أربعة أشهر على الحرب، وسقوط الآلاف من الضحايا الفلسطينيين بين قتيل وجريح ومفقود. بينما لم يردع الرد العسكري الأمريكي الحوثيين الذين واصلوا هجماتهم لتؤثر في حركة التجارة في البحر الأحمر، مما زاد مأزق الاقتصاد العالمي الذي لم يتعاف من أزمات متلاحقة في السنوات الأخيرة، خاصةً جائحة "كورونا" والحرب الأوكرانية.

ومع مثل هذه السياقات المضطربة، يصبح بناء توقعات مستقبلية حول اتجاهات الشرق الأوسط ومساراته المحتملة في عام 2024 أكثر تعقيداً، لأنه يشبه التصويب على هدف متحرك من وضع غير مستقر ما تزال معالمه قيد التشكل. إلا أن المشهد العالمي المتداخل مع المنطقة ليس أقل تعقيداً، بل قد يكون حافلاً بالمفاجآت في عام سيشهد انتخابات في عدد كبير من دول العالم منها الولايات المتحدة والهند وروسيا وغيرها، مما يعني أن الحسابات الداخلية ستؤثر في مسار سياسات القوى الكبرى والإقليمية.

فعلى سبيل المثال، تواجه إدارة جو بايدن مأزقاً مزدوجاً بينما تقترب من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فمن جهة، أنتجت حرب غزة ضغوطاً للرأي العام العالمي على واشنطن بسبب مساندتها لإسرائيل، ومن جهة أخرى، خلف الجمود الميداني في الحرب الروسية الأوكرانية خلال عام 2023، فضلا ًعن تكيف موسكو مع العقوبات الغربية، فتوراً وإنهاكاً لدى بعض الدول الغربية في دعم كييف. ويزداد هذا الاتجاه في الولايات المتحدة، مع معارضة الجمهوريين لتمويل الحرب الأوكرانية، وهي ورقة انتخابية قد يتم استغلالها ضد بايدن.

في هذا السياق، يطرح الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في أبوظبي توقعات لـ12 قضية رئيسية في العالم والأقاليم ومنها الشرق الأوسط، عبر تحليلات مختلفة لخبراء بارزين وكتَّاب كبار، يسعون من خلالها إلى بناء تصور مستقبلي حول إلى أين يتجه العالم والأقاليم في عام 2024؟ ففي بداية هذا الملف، يطرح د. عبدالمنعم سعيد، كاتب ومفكر مصري، تصوراً حول مآلات النظام الدولي، متوقعاً أن تقود مؤشرات التقارب الأمريكي الصيني الراهن إلى القطبية الثنائية، واستند في ذلك إلى ميل واشنطن وبكين إلى عدم التصعيد وتقارب مواقفيهما نسبياً من تسوية الحرب الأوكرانية ومسار حل الدولتين في الشرق الأوسط، وقضايا المناخ.

على الرغم من أن أ. د. علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، يرى أن سياسات القوى الكبرى (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وأوروبا) تجاه الشرق الأوسط لا تتغير من عام إلى آخر، لكنه مع ذلك يطرح تصوراً لكيفية تكيفها مع متغيرات المنطقة في 2024. إذ ستسعى الولايات المتحدة لتعويض ما أصاب مكانتها من ضرر عبر دبلوماسية نشطة لإحياء مسار تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع استمرار معادلة التفاهم مع إيران والردع العسكري لوكلائها. بينما ستسعى روسيا والصين إلى توسيع نفوذيهما لتستفيدان من موقفيهما الحذرين والمتوازنين إزاء حرب غزة التي عطلت مشروع "الممر الاقتصادي" بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، الذي ينافس مشروع "الحزام والطريق" الصيني. بينما قد يبرز دور أوروبي في سيناريوهات "اليوم التالي" لحرب غزة، إذا ما تم تأهيل السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وبدأت عملية إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.

موضوعات متعلقة