اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حرب اسرائيل على أطفال غزة.. متى تتوقف؟.. لماذا تستهدف اسرائيل أطفال غزة الذكور؟

بقلم: محمود نفادي


هالني، واحزنني كثيرا ما طالعته مؤخرا فى تقرير مهم وخطير لمركز "بتسليم"، وهو مركز المعلومات لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، والمعني برصد الانتهاكات الاسرائيلية تجاه الافراد، بشأن مجازر ومذابح اسرائيل ضد اطفال غزة منذ السابع من اكتوبر وحتى الآن.
ونحن على مقربة من اليوم ال 200 لهذه الحرب المجنونة والمجازر البربرية الوحشية لا زالت اسرائيل تواصل غيها وبطشها والتنكيل بالفلسطينيين العزل تحت سمع وبصر العالم، دون ان يتحرك احد لوقف هذه الحرب وانقاذ أطفال غزة.
وقد ذكر هذا المركز المتخصص في رصد انتهاكات حقوق الانسان ان اسرائيل قتلت حتى الآن اكثر من 10000 طفل فلسطيني، 70% منهم من الاطفال الذكور، و30% من الاطفال الإناث وأن كل طفل اسرائيلي قتل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، قتلت اسرائيل مقابله 16 طفلا فلسطينيا. وألمح هذا المركز الى ان اسرائيل لديها معلومات وبيانات كاملة حول سكان غزة وتصنيف هؤلاء السكان، وخاصة الاطفال، وان اسرائيل منذ عملية طوفان الاقصى، وحتى الآن قتلت اكثر من 10000 طفل فلسطيني دون شفقة او رحمة، وانها تستهدف الذكور من الأطفال.
والغريب ان جو بايدن الرئيس الامريكي اعرب عن حزنه عندما انطلقت عملية طوفان الاقصى يوم 7 اكتوبر بسبب قتل الاطفال الاسرائيليين رغم انه ثبت بعد ذلك ان هذه مزاعم كاذبة غير حقيقية وان عملية طوفان الاقصى لم تسفر عن قتل اطفال اسرائيليين رضع او قطع رؤوسهم، كما ادعت اسرائيل وإعلامها الكاذب، ومن تبعه من الإعلام الغربي المساند للكيان الصهيوني.
وفي نفس الوقت، لم يحزن جو بايدن واركان ادارته ومعه قادة الاتحاد الأوروبي على قتل 10000 طفل فلسطيني حتى الآن، والارقام مرشحة للتزايد خلال الايام المقبلة بسبب استمرار المجازر والمذابح الاسرائيلية.
وبسبب استخدام اسرائيل آلة القتل ومعدات واسلحة الدمار الامريكية التي تستهدف الاطفال.
وقد اثبتت حرب غزة انها حرب على الاطفال وان اسرائيل تستهدف الاطفال اكثر من اي فئة اخرى، والدليل على ذلك انه تربع على عرش الشهداء الفلسطينيين الاطفال من عمر 15 إلى 18 عاما، حيث شكلوا نحو نصف الشهداء من الاطفال حتى الآن. والغريب ان قبل حرب السابع من اكتوبر استشهد 1070 طفلا فلسطينيا مقابل 74 طفلا اسرائيليا من نفس النطاق العمري بمعدل 14 طفلا فلسطينيا مقابل كل طفل اسرائيلي.
وكان لقطاع غزة نصيب الاسد من هولاء الشهداء من الاطفال، حيث شهد القطاع استشهاد 1741 طفلا فلسطينيا، اي نحو 77% من الشهداء في سن 15 إلى 23 عاما، بينما شهد القطاع مقتل اربعة اطفال اسرائيليين فقط، بحسب مركز "بتسليمط، وقتل 435 طفلا فلسطينيا مقابل كل طفل اسرائيلي، وهذه الاحصائيات والارقام صادمة تتطلب من العالم اجمع، وفي المقدمة منه منظمات حقوق الانسان والمنظمات المعنية بحقوق الاطفال التي عليها ان تتحرك لوقف مجازر اسرائيل ضد اطفال غزة، وخاصه ضد الاطفال الذكور، لأن المخطط الحقيقي لاسرائيل من وراء هذه الحرب هو تصفية الشعب الفلسطيني والقضاء على الاطفال الذكور وصولا إلى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لان اسرائيل فشلت حتى الآن في القضاء على حماس، او تصفية قادتها، ولكنها تنفذ خطة شيطانية تستهدف اطفال غزة، وخاصة الاطفال الذكور لوقف نسل الفلسطينيين الذين يحرصون، كل الحرص، على الزواج والتناسل كي تظل قضيتهم على الساحة ولا تنزوي تحت التراب، ولهم كل الحق في ذلك.
ونحن من خلال موقع "اتحاد العالم الاسلامي"، نوجه نداء الى العالم والى الأمم المتحدة وإلى كل المنظمات المعنية بحقوق الانسان، وبحقوق الاطفال ان يتحرك الجميع لوقف حرب اسرائيل على اطفال غزة لان هذا هو العنوان والوصف الحقيقي للحرب الدائرة حتى الآن منذ السابع من اكتوبر، وليكن نداؤنا : "انقذوا اطفال غزة انقذوا واوقفوا حرب اسرائيل على هؤلاء الاطفال الذين لم تكن لهم جريرة أو خطأ، يوازي ما تفعله بهم اسرائيل أمام أعين العالم أجمع، دون وازع من ضمير، أو إنسانية غابت عن العالم المتحضر الذي يتشدق بها دوما، ويحث عليه بكل قوة، لكنه يظل عاجزا امام الإبن المدلل الذي يحميه الكل ويتسابق إلى دعمه ومساندته، مهما كان حجم جرمه.
وكما جاء في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. (الأنفال- الآية 30).
فإن غدا لناظره قريب، حيث لا تضيع الودائع عند الخالق، جل وعلا، وهو وحده القادر على نصرة أصحاب الحق من الفلسطينيين، سواء كانوا كبارا أو أطفالا، رجالا أو نساء.

موضوعات متعلقة