اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

قراءة في أثار الهجمات المتبادله بين ايران واسرائيل

كلنا يعلم ان إسرائيل تقع في وسط المنطقة العربية جغرافياً وبينها وبين ايران مسافات بعيده جغرافياً..

ونعلم ان الصراع العربي الصهيون عمره ٧٥ سنه، تمددت فيه اسرائيل وحققت اهدافها من احتلال الاراضي الفلسطينيه، بل استطاعت انهاء الصراع بينها وبين مصر حتي لو بشكل مؤقت، وفي نفس الوقت اقامت علاقات سياسيه واقتصاديه مع دول عربيه اخرى( قطر الامارات السعودية البحرين المغرب الاردن السودان )وفي طريقها لحسم امورها مع باقي الدول واهمها العراق والكويت..
وفي ظل تلك الظروف والمناخ الضبابي، قويت اسرائيل وضعفت منظومة الدول العربية..
اما ايران فقد كثر الحديث حول معاداة ايران لاسرائيل واميريكا، مما ترتب عليه حصار ايران إقتصادياً المتكرر من اميريكا ودول اوربا ، ومازال الحصار قائماً..
رأينا أيضاً محاولات ايران التدخل في الشؤون العربيه وتجنيد جماعات متعدده لتنفيذ مخطتها لإسقاط الدول العربية والذي لم يفلح بعد ورغم وجود ازرع قويه لها في العراق ولبنان واليمن..
ومن ثم فطبيعة الامور تذهب إلي سعي كلاً من ايران واسرائيل للسيطره والنفوذ داخل العالم العربي..
وفي الوقت ذاته تراجع سيطرة ونفوذ الدول العربيه دولياً وتراجع الدول الكبري منها عن دورها الريادي في المنطقه، ومحاولات مستميته من بعضها للقفز علي الدور المصري العروبي القديم ، ومحاولة قيادة الامة العربية..
وقبل الامس بقليل وجهت اسرائيل ضربه إستباقيه لإيران في سفارتها في سوريا، وجاء الرد سريعاً من ايران بتوجيه اكثر من مئتي صاروخ وطائرات مسيره نحو اسرائيل، مستهدفه قواعد عسكريه وبعض المدن الإسرائلية..
لم تكن هذه الهجمة الايرانية حرب شاملة ولكنها جاءت رداً علي الضربة الصهيونية..
وقد حققت هذه الضربة عدة اهداف لايران..
أنها أثبتت للعالم كله أنها قادرة علي الوصول إلي العمق الإسرائيلي..
أنها قوة إقليمية لا يُستهان بها ، وينبغي تقوية العلاقات معها لتحقيق مصالح مشتركه دون الصراع بينها وبين الدول العربية..
نجحت ايران في توجية انظار الدول الكبري إليها كشرطي جديد للمنطقة بدل التوجه نحو إسرائيل، وتلك نقطة مهمة لصالح ايران.وجوهرية في صراعها مع الدول الكبري .
أسقطت الرهان الدولي علي ضعف ايران وعدم قدرتها علي حماية اذرعها في لبنان والحوثيين في اليمن، ودفع اميريكا وبريطانيا وفرنسا علي نهج سياسات مستقبلاً لتسوية الصراعات في اليمن ولبنان والعراق وحوض البحر الاحمر، تقوم علي تحقيق المصالح دون الانحياز لقوى اقليمية في مواجهة اخرى..
اظهرت ايران انها القوةالاقليمية القادرة علي ضرب المصالح الدولية واسرائيل في اي وقت، ومن ثم التعامل معها وتحقيق مصالحها وعدم الانحياز الدائم لدول الخليج العربي..
إنني اري ان هجوم الامس المحدود من ايران ، ماهو الا رساله واضحة ، ان ايران قادره علي رد اي عدوان علي مصالحها وانها لاتخشى أيتها قوة عسكرية..
في تفس الوقت ينبغي ان ندرك تماماً أن ايران عقائدياً لاتلتفت إلي فلسطين والقدس كقضية دينية ومحورية، بل تستخدمها فقط كورقه في تأجيج مشاعر الشعوب الاسلاميه، وتحقيق مصالحها الاقليمية والدولية..
إيران دوله كبرى شاء من شاء وأبى من أبى، مثلها تركيا، ووجب علي العرب البحث عن صيغ جديده لتحقيق علاقات متزنة وقوية معها لتحقيق المصالح المشتركه، بدلاً من الصراعات والمواجهات المتكررة في حوض البحر الاحمر والعراق..
إن من يشكك اليوم في إيران، هو في حقيقتة إما جاهل بالامور، أو لة علاقات سرية مع المحفل الماسوني والصهيوني لصالح إسرائيل.

بقلم/ رجب هلال حميدة