اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تأثير الصراعات القبلية على عملية التحول الديمقراطي في تشاد

آفاق مستقبلية مظلمة: هل تنجرف تشاد نحو حرب أهلية؟

أرشيفية
أرشيفية

تناول مركز المستقبل للدراسات في ورقة بحثية، الاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة التشادية إنجامينا بين قوات الأمن و"الحزب الاشتراكي بلا حدود" (PSF) عقب إعلان الحكومة عن موعد الانتخابات الرئاسية، في نهاية شهر فبراير الأخير، كما ناقشت الورقة مسألة إثارة هذه الأحداث مخاوف حول مآلات المشهد السياسي والأمني في تشاد، خاصةً مع تصاعد التوترات والعنف في البلاد.

تفاصيل الأحداث:

ويذكر أن الاشتباكات اندلعت في 27 فبراير 2024 بعد اعتقال قوات الأمن لأحد قيادات "الحزب الاشتراكي بلا حدود" (PSF) وقتله لاحقاً، واتهمت الحكومة الحزب بشن هجوم على مقر "الوكالة الوطنية لأمن الدولة" (ANSE) رداً على مقتل أحد أعضائه.

في المقابل، نفى الحزب هذه الادعاءات، واتهم القوات الحكومية بمهاجمة مقره بعد محاولة انتشال جثة عضو الحزب من مقر وكالة (ANSE)، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل العديد من الأشخاص، من بينهم رئيس "الحزب الاشتراكي بلا حدود" يايا ديلو ديجيلو.

التداعيات والتحديات:

وأعادت هذه الأحداث إلى الأذهان الصراعات القبلية التي عانت منها تشاد لسنوات طويلة، كما أثارت مخاوف من استئناف التصعيد من قبل قوى المعارضة في القريب، وأدى ذلك أيضا إلى قطع خدمات الإنترنت في البلاد وانتشار قوات الأمن في العديد من المواقع الرئيسية بالعاصمة إنجامينا.

كما تواجه تشاد تحديات كبيرة في ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة، مما يجعل البلاد في حاجة إلى جهود دولية وإقليمية لدعم استقرارها وأمنها.

وقالت الدراسة أن هذه الأحداث لا شك انها ستلقي بظلالها على مستقبل تشاد، خاصةً مع تصاعد التوترات والانقسامات داخل البلاد، وربما يخشى أن تُؤدّي هذه الأحداث إلى حرب أهلية تُهدّد استقرار المنطقة بأكملها.

تحوّل الولاءات القبلية في تشاد:

تُعدّ إشكالية الولاءات القبلية المتحولة أحد أبرز محددات التوترات السياسية في تشاد، والتي تُلقي بظلالها على المشهد الداخلي في إنجامينا، وتُضفي عليه مزيداً من التعقيد، ومن أبرز العوامل: صراعات السلطة بين النخب القبلية، وسعي القوى السياسية لاستقطاب الولاءات القبلية، وتغيرات في المصالح والتحالفات، والتأثيرات الخارجية.

ومن أمثلة هذه الولاءات انشقاق صالح ديبي وانضمامه لـ"الحزب الاشتراكي بلا حدود"، وصلة القرابة بين يايا ديلو وديبي الابن، وتحالف قبيلة الزغاوة مع نظام ديبي.

وهذا من تداعياته التأثير على زعزعة استقرار النظام السياسي، تصاعد التوترات والعنف، إعاقة عملية التحول الديمقراطي.

وبالعودة إلى حالة "الحزب الاشتراكي بلا حدود"، الذي تأسس في عام 2015 من قبل يايا ديلو، بعد انشقاق عن "حركة الإنقاذ الوطني" الحاكمة، بهدف معارضة نظام حكم أسرة آل ديبي، وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويواجه في ظل ذلك العديد من التحديات مثل قمع الحكومة، وانقسامات داخلية، ونقص الموارد.

الحل:

وخلاصة ماسبق بحسب الدراسة أن تحوّل الولاءات القبلية تعد ظاهرة مُقلقة تُهدّد استقرار تشاد وأمنها، وتُعيق عملية التحول الديمقراطي في البلاد، ولذا أوصت الدراسة بضرورة العمل على بناء دولة القانون والمؤسسات، وتعزيز الوعي الوطني بين مختلف مكونات المجتمع التشادي، وإشراك القوى السياسية في حوار وطني شامل، ودعم جهود الوساطة الدولية لحل الأزمة في تشاد.