رؤية مستقبلية: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في خدمة شعائر الحج والعمرة بالمسجد الحرام

في عهد الحداثة وتقنيات الغد التي تراعي تطوير تجارب الإنسان، تبرز رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بخطوة مبتكرة تتجاوز حدود الزمان والمكان. بفهم عميق لأهمية تسهيل شعائر الحج والعمرة، أطلقت هذه الرئاسة "الروبوت التوجيهي" باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، كأداة فعّالة تخدم الحجاج والمعتمرين بطريقة متقدمة وراقية.

الروبوت ليس مجرد آلة إلكترونية، بل رفيق ذكي يتفاعل مع الزوار على مستوى ديني وثقافي. يتيح للزوار طرح استفساراتهم الدينية، حيث يرد الروبوت بدقة ووضوح، باستناد إلى أحدث الفتاوى الدينية المعتمدة. هذا الرفيق الذكي يعمل كمرشد، يوفر شرحًا مبسطًا لمناسك الحج والعمرة باللغة العربية و 11 لغة عالمية أخرى، مما يضفي بعدًا دوليًا لهذه الخدمة الرائدة.

ولكن لا تقتصر إسهامات الروبوت على الرد على الاستفسارات فحسب، بل يوفر واجهة تفاعلية للتواصل المباشر مع علماء الدين والمشايخ، باستخدام تقنية الاتصال المرئي. هنا يتسنى للحجاج والمعتمرين الاستفادة من فتاوى مباشرة حول المسائل الدينية التي تشغل بالهم، مما يضيف بُعدًا إنسانيًا إلى هذه التقنية الرائدة.

ومن جانب آخر، يوفر الروبوت خدمة ترجمة فورية للخطب والدروس الدينية التي تلقى في المسجد الحرام، إلى 11 لغة عالمية. هذا التميز يُفتح أبواب الفهم المتبادل والتواصل الثقافي، حيث يمكّن الجميع من الاستماع والتفاعل دون عقبات لغوية.

إن هذه الخطوة الرائدة تشكل تحولًا إيجابيًا في خدمة ضيوف بيت الله الحرام، فتضع في أيديهم أداة مبتكرة وذكية تسهم في تجسيد فكرة التواصل الديني المتقدم. وبتزامنها مع عصر التكنولوجيا، تجعل رئاسة الشؤون الدينية هذه الخدمات المتقدمة متاحة للجميع، لتكون لحظات الحج والعمرة تجربة ملهمة ومميزة بمساعدة الذكاء الاصطناعي الذي يرافق الحجاج في رحلتهم الروحانية.