اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وزير الخارجية الإسرائيلي: لا تنازل عن الجولان.. وإقامة الدولة الفلسطينية تهدد أمننا

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر

في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، أطلق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تصريحات مثيرة للجدل حول رغبة إسرائيل في إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع كل من سوريا ولبنان، في خطوة قد تبدو من حيث الشكل فتحاً دبلوماسياً، لكنها في الواقع تخفي خلفها تعقيدات أمنية وجيوسياسية عميقة.
ففي المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيرته النمساوية في القدس، شدد ساعر على أن إقامة دولة فلسطينية تشكل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل، وهو تصريح يعكس استمرار النهج الإسرائيلي في رفض الحلول السياسية القائمة على دولتين، رغم الضغوط الدولية المتزايدة بهذا الاتجاه. كما أكد بوضوح أن هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967 وضمتها في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة، "لن تكون موضع تفاوض" في أي اتفاق سلام محتمل مع سوريا.


التناقض بين الرغبة المعلنة والتصرفات الميدانية


اللافت أن الدعوة للعلاقات مع لبنان وسوريا تأتي في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تنفيذ غارات داخل الأراضي اللبنانية والسورية، وتحتفظ بسيطرتها على خمس تلال داخل الأراضي اللبنانية، رغم انتهاء المهلة الممنوحة لها للانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في نوفمبر الماضي.


الاتفاق الذي رعته أطراف دولية، نص على انسحاب كامل لإسرائيل من جنوب لبنان، ونزع سلاح حزب الله من تلك المنطقة، ونشر الجيش اللبناني بديلاً عنه، إلا أن التطبيق العملي للاتفاق يشهد تعثراً واضحاً. إذ تشير الوقائع إلى عدم التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل، وهو ما قد يعيد إشعال الجبهة اللبنانية في أي وقت.


مبادرات التهدئة مع سوريا: واقعية أم مناورة سياسية؟


في موازاة ذلك، كشفت تقارير صحفية أمريكية عن مباحثات أولية بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إمكانية فتح قنوات تفاوض مع الحكومة السورية الجديدة. وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى اهتمامه بالتفاوض على اتفاقية "عدم اعتداء" مع سوريا، تشمل ترتيبات أمنية جديدة وربما تمهد لاحقاً لاتفاق سلام شامل، على أن تلعب واشنطن دور الوسيط في هذه العملية.


هذا الطرح تزامن مع موقف سوري أكثر هدوءاً من المعتاد، حيث أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق لا تسعى إلى الحرب، وتؤكد التزامها باتفاقية فك الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974. لكنه عاد ليؤكد أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تمثل انتهاكاً للسيادة، وتفتح المجال أمام الفوضى وتهديد الاستقرار الداخلي.


التوتر الإنساني في غزة


على صعيد آخر، ألقت وزيرة الخارجية النمساوية الضوء على أزمة إنسانية لا تقل تعقيداً، حيث شككت في نزاهة مؤسسة غزة الإنسانية التي تتولى توزيع المساعدات داخل القطاع، واعتبرتها "شريكاً غير موثوق"، وهو ما قد يفتح الباب أمام تقليص أو إعادة توجيه المساعدات الأوروبية.