اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

صفقة منتظرة.. نتنياهو يرد على ترامب: «معاً نعيد أمجاد الشرق الأوسط»

نتنياهو
نتنياهو

في تطور لافت على مسار التفاوض بين إسرائيل وحركة حماس، تتصاعد الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في وقت تتكثف فيه الاتصالات الإسرائيلية-الأميركية وسط أجواء إقليمية شديدة التوتر.


رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي معرض رده على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدفع عملية الصفقة، قال: "شكراً ترامب، معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى"، في تعبير سياسي يعكس تقاطع الرهانات الإسرائيلية مع خطابات ترامب الشعبوية وحرص نتنياهو على إظهار تحالفه التاريخي معه، لا سيما في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية واحتمال عودة ترامب إلى السلطة.


في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن هناك تقدماً ملموساً في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. ومع ذلك، أكدت ذات المصادر أن هذا التقدم لا يزال دون الحد الكافي لإيفاد وفد رسمي للتفاوض، مشيرة إلى أن العقبة الرئيسية تتمثل في شروط إنهاء الحرب، إضافة إلى الضمانات الأمنية والسياسية التي تطالب بها حركة حماس كجزء من الاتفاق المحتمل.
زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المرتقبة إلى واشنطن، تأتي في هذا السياق التفاوضي المعقد، ويُتوقع أن يبحث خلالها مع كبار المسؤولين الأميركيين سبل بلورة تفاهم مشترك بشأن بنود الصفقة، خاصة وأن إدارة بايدن - رغم تباينها العلني مع نتنياهو - حريصة على تحقيق تهدئة في غزة قبل اتساع رقعة المواجهة.


في هذا الإطار، أعلن ترامب، أن نتنياهو يقترب من التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وهو تصريح قد يحمل أبعاداً انتخابية بقدر ما يحمل دلالات دبلوماسية، إذ يسعى الرئيس الجمهوري السابق لاستثمار أي تقدم في هذا الملف ضمن سرديته "التفاوضية القوية" في الشرق الأوسط.
وبينما يبقى الغموض سيّد الموقف بشأن إمكانية إحراز اختراق حقيقي، يبقى السؤال الأكبر هو: هل تمتلك الأطراف الإرادة السياسية الكافية لتجاوز تعقيدات الحرب، والانطلاق نحو صيغة "سلام مؤقت" قد تعيد خلط أوراق الصراع مرة أخرى، ولكن هذه المرة من باب الأسرى؟

وساطة ترامب


دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خط الأزمة بطرح مزدوج يجمع بين الدعوة إلى إبرام "صفقة غزة" من جهة، والمطالبة بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة أخرى، في خطوة تكشف عن تداخل السياسة الداخلية الإسرائيلية بالأجندة الإقليمية، وارتباطها بمصالح ترامب الانتخابية.

منشور واحد.. رسائل متعددة
ترامب كتب على منصته "تروث سوشيال" دعوة مباشرة لإتمام صفقة تنهي الحرب في غزة وتُعيد المحتجزين الإسرائيليين. لكنه ربط بين هذا الهدف وبين ما وصفه بضرورة تمكين نتنياهو من التفاوض مع "حماس" دون عوائق، في إشارة إلى القضايا القضائية التي يواجهها الأخير داخل إسرائيل. هذا الربط السياسي بين ملفات العدالة الإسرائيلية وملف التهدئة في غزة يُعد خلطاً غير مسبوق بين القضائي والدبلوماسي.

مقايضة العدالة بالسلام؟

أخطر ما في خطاب ترامب هو تلميحه بأن المحاكمات الجارية ضد نتنياهو تمثل عقبة أمام أي مفاوضات مع "العدو"، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن "النصر" الذي تحقق عبر قصف المنشآت النووية الإيرانية "يتشوه" بسبب هذه المحاكمات، داعياً إلى "ترك بيبي يعمل". هذا الخطاب يضع أي مسار تفاوضي مستقبلي مع الفصائل الفلسطينية أو إيران في مأزق أخلاقي وسياسي، لأنه يربطه بمصير شخصي لرئيس وزراء متهم في قضايا فساد.