ظاهرة فلكية نادرة لن تتكرر قبل «عام 2040»

ينتظر العديد من سكان كوكب الأرض، خلال الأشهر القادمة من رؤية مشهد خلاب يشبه "ثقبا" عملاقا يتحرك ببطء عبر سطح زحل.

يأتي هذا المشهد الاستثنائي، عن ظل "تيتان"، أكبر أقمار زحل، الذي سيعبر وجه الكوكب العملاق أثناء دورانه حوله، في ظاهرة تشبه إلى حد كبير كسوف الشمس عندما يعبر ظل قمرنا سطح الأرض.

وتحدث هذه الظاهرة الفريدة نتيجة اصطفاف نادر بين زحل والأرض وهو يحدث كل 15 عاما، حيث تصبح حلقات زحل مواجهة لكوكبنا بالكامل.. وهذا الاصطفاف الفلكي الدقيق لا يسمح فقط برؤية الحلقات بوضوح، بل يتيح أيضا مشاهدة ظل القمر تيتان وهو يمر عبر سطح الكوكب الغازي العملاق.

ومن المثير للاهتمام أن هذه الظاهرة بدأت بالفعل في يونيو الماضي، وما تزال هناك سبع فرص متبقية لمشاهدتها حتى السادس من أكتوبر القادم، مع تزايد صعوبة الرؤية تدريجيا مع اقتراب نهاية هذه الفترة.

وسيحظى عشاق الفلك بفرصة مشاهدة هذه الظاهرة في المواعيد التالية:

• 2 يوليو
• 18 يوليو
• 3 أغسطس

ولرصد هذه الظاهرة المدهشة، ستحتاج إلى تلسكوب جيد بقوة تكبير لا تقل عن 200 مرة. ومن المهم التخطيط المسبق لمواعيد المشاهدة، حيث أن معظم هذه الأحداث ستكون مرئية في ساعات ما قبل الفجر في أمريكا الشمالية. ويمكن للراغبين في متابعتها استخدام مواقع فلكية متخصصة مثل TheSkyLive.com لتحديد المواقع الدقيقة لزحل في سماء منطقتهم.

ومع اقتراب موعد كل عبور، يصبح ظل تيتان مرئيا لفترة أقصر، حيث سيستمر العبور الأخير في السادس من أكتوبر لبضع دقائق فقط عند منتصف المسافة. لذلك ينصح الفلكيون هواة الأحداث الفلكية بعدم تأجيل المشاهدة إلى المواعيد المتأخرة، كما ينصحون بالتحقق من الأحوال الجوية مسبقا لتجنب خيبة الأمل بسبب الغيوم أو سوء الرؤية.

ويذكر أن مركبة ناسا الجوالة "كيوريوسيتي" ، نجحت في التقاط أول صور مقربة على الإطلاق لتشكيلات جيولوجية غريبة تشبه شبكات العنكبوت العملاقة على سطح المريخ.

ونشرت ناسا الصور المذهلة لهذه الشبكات مصحوبة بفيديو تفاعلي ثلاثي الأبعاد يسمح للجمهور باستكشاف الموقع بشكل افتراضي.

وتقدم هذه الظاهرة الفريدة التي أطلق عليها العلماء اسم "بوكسورك" (boxwork)، نافذة جديدة لفك ألغاز الماضي المائي للكوكب الأحمر وإمكانية وجود حياة عليه في عصور سحيقة.

وتمتد هذه التشكيلات الشبيهة بالشبكات العنكبوتية لمسافات تصل إلى 20 كيلومترا، حيث تظهر كمتاهة معقدة من الحواف الصخرية المتقاطعة الغنية بالمعادن. وعندما ترى من الفضاء، تبدو هذه الأنماط وكأنها نسجت بواسطة عناكب عملاقة، لكن الحقيقة العلمية وراءها أكثر إثارة. ويعتقد العلماء أن هذه التشكيلات تشكلت عبر مليارات السنين، عندما تسربت المياه الجوفية عبر الصخور المريخية، تاركة وراءها رواسب معدنية تصلبت في الشقوق والفواصل الصخرية.