اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

قنبلة «يوم القيامة» تضرب فوردو.. ما سر «جي بي يو - 57»؟

الشبح
الشبح

في تصعيد مفاجئ وخطير، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تنفيذ «هجوم ناجح جداً» استهدف المنشآت النووية الإيرانية الأهم، أبرزها «نطنز»، «أصفهان»، و«فوردو»؛ هذه الأخيرة التي تُعدّ بمثابة درة التاج في البرنامج النووي الإيراني. لم يكن الهجوم مجرد توجيه ضربة رمزية، بل حمل في طياته تحولاً نوعياً، تمثّل باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز «جي بي يو-57»، المعروفة باسم «الذخيرة الضخمة الخارقة»، وهو أول استخدام فعلي لها في العمليات القتالية.


أبعاد الضربة وتفاصيل الهجوم


بحسب التصريحات الأميركية، أُسقطت ست قنابل خارقة على منشأة «فوردو»، بينما أُطلقت نحو 30 صاروخ توماهوك من غواصات أميركية باتجاه «نطنز» و«أصفهان». الهجوم نُفذ بواسطة قاذفات استراتيجية من طراز B-2 Spirit، طائرات الشبح القادرة على التحليق لمسافات طويلة دون رصدها بالرادار، وتم تجهيزها خصيصاً لإسقاط الذخائر الضخمة التي لا يمكن حملها إلا عبر طائرات قصف إستراتيجية.

قنبلة «جي بي يو-57».. السلاح الأميركي الذي أنهى «فوردو»


تُعتبر «جي بي يو-57» أحد أقوى الأسلحة غير النووية في الترسانة الأميركية، وتزن أكثر من 30 ألف رطل (13.6 طناً)، بطول يقارب 6.6 متر، وقادرة على اختراق ما يصل إلى 61 متراً من الصخور أو الخرسانة قبل أن تنفجر في العمق.
تُصمم هذه القنابل خصيصاً لتدمير أهداف شديدة التحصين مثل المنشآت النووية المدفونة تحت الأرض. وتُستخدم مرة واحدة ضد هدف محدد، وعادة ما يتم إسقاطها في تسلسل زمني دقيق يسمح باختراق متدرج للأرض قبل الانفجار الفعلي. ما يميز هذا النوع من القنابل أنها لا تنفجر بمجرد الاصطدام، بل تعتمد على قوة الدفع والكتلة لاختراق الأرض ثم تتفجّر في العمق لتُحدث تدميراً داخلياً شاملاً.

«فوردو».. الهدف الأصعب في إيران


منشأة «فوردو» الواقعة جنوب طهران، قرب مدينة قم، بُنيت داخل جبل وعلى عمق يُقدّر بـ80 متراً تحت سطح الأرض، وتخضع لتحصينات معقدة تشمل طبقات من الصخور، والخرسانة، والدفاعات الجوية. ورغم أنها أصغر من «نطنز»، فإن تعقيد موقعها يجعلها الهدف الأصعب عسكرياً.


وقد بُنيت فوردو بسرية منذ 2006، واعترفت طهران بوجودها عام 2009، ومنذ ذلك الحين أصبحت محور قلق غربي متصاعد. وفي ظل فشل القنابل التقليدية أو الهجمات السيبرانية في تحييدها، لم يكن هناك خيار أمام واشنطن سوى استخدام «جي بي يو-57»، وهو ما حدث فجر الأحد.


موقع إسرائيل من الضربة وأبعادها الإقليمية


رغم أن الضربة نُفذت أميركياً، فإنها جاءت متزامنة مع حملة جوية إسرائيلية مكثفة على مواقع نووية وعسكرية إيرانية. ويشير ذلك إلى تنسيق محتمل بين الطرفين، خاصة أن إسرائيل لا تملك قنابل خارقة مماثلة في ترسانتها، وتعوّل على الدور الأميركي لحسم ملف «فوردو» تحديداً.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «الهدف من الهجمات هو إنهاء التهديد النووي الإيراني»، مضيفاً أن منشأة «فوردو» كانت جزءاً مركزياً من هذا البرنامج.


هل ترد إيران؟


رغم اعتراف مسؤولين إيرانيين بوقوع الهجوم، إلا أن الرد الرسمي حتى الآن محدود. وطهران تحدثت عن «ضربات جوية معادية» على «فوردو»، دون تحديد الجهة أو طبيعة الأضرار. هذا الصمت قد يكون مؤقتاً ضمن سياسة امتصاص الصدمة، أو نتيجة فقدان الموقع بالفعل، مما يجعل الرد أقل جدوى.


الرسائل والدلالات العسكرية والسياسية


تصعيد لا لبس فيه: استخدام «جي بي يو-57» ليس مجرد استعراض قوة، بل إعلان بأن واشنطن تجاوزت مرحلة الردع، إلى مرحلة «الإزالة الجراحية» للبنية النووية الإيرانية.


إنهاء التوازن النووي الإيراني: ضرب «فوردو» يعني تقويض العمق الاستراتيجي لبرنامج التخصيب.


تفوق جوي واضح: اعتماد الهجوم على قاذفات «B-2» وغواصات نووية يشير إلى أن إيران لم تتمكن من رصد أو اعتراض الضربة، مما يطرح تساؤلات حول فعالية دفاعاتها الجوية.


رسالة إلى الصين وروسيا: أن القوة الأميركية قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة، في عمق جغرافي محصّن، دون الحاجة لحرب شاملة.