الحرب الإسرائيلية السبب.. طهران «Safe House» لجواسيس الموساد

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الأربعاء، عن إحباط مخطط تخريبي واسع النطاق واعتقال خلية إرهابية مرتبطة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، في بلدة بهارستان الواقعة جنوب غرب العاصمة طهران.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن رئيس بلدية بهارستان أن عملية الاعتقال جاءت بعد "رصد دقيق ومتابعة استخباراتية مكثفة"، حيث تم اعتراض سيارة مشبوهة دخلت المدينة وعلى متنها عدد من المتهمين قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططهم.
وأسفرت عملية التفتيش الأولي للسيارة التي كانت تستخدمها الخلية، عن العثور على كميات ضخمة من المتفجرات، إلى جانب طائرات مسيّرة صغيرة مزودة بأنظمة استهداف دقيقة، وأسلحة حربية متطورة، وأجهزة اتصال عالية التقنية، وأنظمة تحكم عن بُعد، في مؤشرات تؤكد أن المخطط كان سيؤدي إلى كارثة أمنية في حال تنفيذه.
وأوضح رئيس البلدية أن التحقيقات الأولية كشفت نية هذه الخلية في تنفيذ عمليات انتحارية داخل مناطق مكتظة بالمدنيين، بهدف "إثارة الذعر، وتهديد الأمن القومي الإيراني، وضرب الاستقرار الداخلي من خلال إثارة موجة من الرعب الجماعي".
وأشار المسؤول المحلي إلى أن جميع الأدلة التي تم جمعها من عملية الاعتقال والتفتيش تؤكد أن أفراد الخلية تلقوا توجيهاتهم من جهاز الموساد الإسرائيلي، وجرى تدريبهم على تنفيذ العمليات في الخارج قبل إدخالهم إلى البلاد لتنفيذ مهمات استخبارية وتخريبية نوعية.
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل، حيث تبادلت الدولتان اتهامات خلال الأسابيع الماضية، على خلفية عمليات عسكرية وهجمات سيبرانية واغتيالات، وسط تحذيرات دولية من تدحرج الأمور نحو تصعيد واسع في المنطقة.
وأكدت الجهات الأمنية الإيرانية استمرار التحقيقات مع الخلية المعتقلة، وسط توقعات بالإعلان عن مزيد من التفاصيل حول شبكات التجسس المرتبطة بإسرائيل خلال الأيام المقبلة.
كما أعلنت سلطات طهران، اليوم الأربعاء، توقيف خمسة أفراد قالت إنهم عملاء مرتبطون بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، ومتهمون بشن حملة سيبرانية تهدف إلى تشويه صورة النظام الإيراني عبر الإنترنت.
ونقلت وكالتا "تسنيم" و"إيسنا" عن بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني، أن المتهمين نفّذوا أنشطة موجهة لإثارة القلق في أوساط الرأي العام وتشويه صورة "النظام المقدس" للجمهورية الإسلامية.
وأضاف البيان أن عمليات التوقيف تمت بعد رصد دقيق لتحركات المشتبه بهم في الفضاء الرقمي، حيث كانوا يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي في بث معلومات مضللة تهدف لتقويض الثقة في المؤسسات الإيرانية.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه إيران تصعيدًا غير مسبوق في التوترات مع إسرائيل، على خلفية المواجهات العسكرية الأخيرة والهجمات السيبرانية المتبادلة، وتتهم السلطات الإيرانية الموساد بالسعي لزرع عملاء داخل البلاد بغرض التجسس على المنشآت النووية، وتنفيذ اغتيالات، ونشر معلومات مضللة عبر الإنترنت لإثارة الفوضى الداخلية.
وأمس الثلاثاء، تم اعتقال عدد من العناصر المرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي في محافظتي البرز وأصفهان، كانوا ينشطون في مجال تصنيع وتجريب المواد المتفجرة.
وكشفت الشرطة الإيرانية عن أن هؤلاء الجواسيس كانوا يعملون داخل ورشة سرّية لصنع واختبار متفجرات، بهدف تنفيذ أعمال تخريبية داخل البلاد.
وتمكّنت الأجهزة الاستخبارية والأمنية الإيرانية، من خلال عمليات رصد دقيقة وجهود ميدانية متواصلة على مدار الساعة، من إحباط هذه المحاولة التخريبية قبل تنفيذها، مؤكدة أن العمل الاستباقي حال دون وقوع هجمات محتملة كانت تستهدف الأمن الداخلي.