اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

صلاة العيد في الأقصى.. روحانية تحت الحصار واستفزازات المستعمرين

صلاة العيد
صلاة العيد


رغم القبضة الأمنية المشددة والاستفزازات المستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة عيد الأضحى المبارك صباح اليوم في المسجد الأقصى، وسط أجواء إيمانية عالية، تجلّت فيها معاني الصمود والتشبث بالمقدسات.

روحانية العيد في وجه القمع

منذ ساعات الفجر الأولى، توافد المصلّون من القدس ومختلف المناطق الفلسطينية إلى المسجد الأقصى، حيث امتلأت الباحات بالمصلين الذين رفعوا أصوات التكبير والتهليل، تعبيرًا عن الفرحة بحلول العيد. تولّت لجان النظام التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية تنظيم دخول المصلين، في محاولة لتوفير قدر من النظام والأمان في ظل التوترات الأمنية.

لكن مظاهر الفرح لم تكن مكتملة، فقد تزامنت الأجواء الروحانية مع استمرار التضييق الإسرائيلي على أبواب المسجد والبلدة القديمة، حيث واصلت سلطات الاحتلال منع الآلاف من الفلسطينيين، خاصة من الضفة الغربية، من الوصول إلى القدس، في خرق واضح لحرية العبادة.

استفزازات المستعمرين واستباحة حرمة المكان

لم يتوقف التضييق عند البوابات، بل امتد إلى أعمال استفزازية صريحة نفذها مستوطنون تواجدوا في طريق المجاهدين، بين بابي حطة والأسباط، حيث تعمدوا الغناء وإطلاق هتافات عدائية ضد المصلين الخارجين من المسجد، في سلوك ينم عن نية واضحة لتوتير الأجواء في واحدة من أكثر اللحظات قدسية لدى المسلمين.

هذه الممارسات تأتي ضمن نمط ممنهج تتبعه جماعات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، لفرض واقع جديد في القدس، من خلال تقويض حضور الفلسطينيين في المسجد الأقصى وتهديد أمنهم النفسي والروحي في كل مناسبة دينية.

السياق السياسي والأمني

تأتي هذه الأحداث في إطار سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، عبر الإجراءات الأمنية المكثفة، ومنع الوصول، وتسهيل اقتحامات المستوطنين. وتُعد هذه السياسات امتدادًا لمخططات تهويد المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين، وإضعاف أي تواجد إسلامي فاعل في أحد أقدس مواقع المسلمين.

في الوقت ذاته، تلتزم الأوقاف الإسلامية، والمقدسيون عمومًا، بموقف ثابت يتمثل في الدفاع السلمي عن الأقصى وحضورهم فيه، رغم كل المعيقات والتهديدات، في تأكيد دائم على أن المسجد هو حق خالص للمسلمين، لا يقبل التقسيم أو السيطرة.

مقاومة جماعية تواجه القمع الإسرائيلي

صلاة عيد الأضحى في الأقصى هذا العام لم تكن مجرد شعيرة دينية، بل كانت فعل مقاومة جماعية يعبر عن تمسك الفلسطينيين بحقهم في مدينتهم ومقدساتهم، في مواجهة آلة قمع لا تميز بين مناسبة دينية أو ظرف إنساني. فبين التكبيرات والاستفزازات، تظل القدس مرآة الصراع الأعمق بين الاحتلال وهوية الأرض.