خالد الجندي يوضح الفرق بين ”الهَدْي” و”الهُدَى” في القرآن

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هناك فرقًا كبيرًا بين كلمتي "الهَدْي" و"الهُدَى" في اللغة والقرآن.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن "الهُدَى" هو ما يستفيد منه الإنسان في الاسترشاد إلى طريق الحق، مثل قولنا "هدي النبي ﷺ" أي تعاليمه وسنته، وهو أيضًا الثبات على الطريق المستقيم، كما ورد في قوله تعالى: "فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
وأردف، أن "الهَدْي"، فهو ما يُهدى إلى البيت الحرام، مثل الأنعام التي تُذبح تقربًا لله، كما في قوله تعالى: "فما استيسر من الهدي"، أي ما يُنذر لله ويُهدى للفقراء والمحتاجين.
وشدد على أن التفريق بين المعاني القرآنية يساعد على فهم أعمق للنصوص الشرعية، داعيًا المسلمين إلى التدبر في ألفاظ القرآن الكريم.
وفي وقت سابق
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن يوم القيامة لا توجد فيه معاملات مادية كما في الدنيا، حيث قال الله تعالى: "وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا"، موضحًا أن العملة الوحيدة يوم القيامة ستكون الحسنات والسيئات، وليس المال أو الذهب.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن المظلوم سيأخذ حقه يوم القيامة بالحسنات، فإذا تعرض شخص للظلم أو السرقة، فإنه سيأخذ حسنات من ظالمه، أو سيحمل الظالم بعضًا من سيئاته، وفقًا لميزان العدل الإلهي، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا".
وأضاف أن الشخص الذي تعرّض للظلم أو السرقة في الدنيا، سيعوّض يوم القيامة بالحسنات، فإذا سُرق شخص مثلًا 1000 جنيه، فقد يأخذ في مقابلها 100 أو 500 حسنة، وفقًا لميزان العدل الإلهي، مؤكدا أن هذه العدالة الإلهية تجعل المظلوم يتمنى لو زاد ظلمه، لأنه سيجد تعويضًا أكبر في ميزان حسناته يوم القيامة.
كما أوضح أن حتى الشتائم والافتراءات تتحول إلى عملة حسابية يوم القيامة، فإذا تعرض شخص للسب أو الظلم، فإن المسيء سيدفع له حسنات من رصيده، أو يتحمل جزءًا من سيئاته إذا لم يكن لديه حسنات.
وفي حديثه عن كلمة "البيع" في القرآن الكريم، أوضح الشيخ خالد الجندي أن القرآن استخدم مصطلح "بيع" بمعنيين مختلفين تمامًا، حيث جاء في سياقين: البيع كمعاملة تجارية، وهو الذي ورد في قول الله تعالى عن يوم القيامة: "لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ"، مما يدل على انتهاء كل أشكال التجارة والمعاملات الدنيوية في الآخرة، موضحا أن البيع كمكان عبادة، حيث جاء في قوله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا"، و"البيع" هنا تعني الكنائس، بينما "الصوامع" تعني الأديرة، و"الصلوات" تشير إلى معابد اليهود، و"المساجد" هي دور العبادة للمسلمين.