الجامعة العربية تدعو العلماء العرب لوضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي

دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، العلماء العرب إلى ضرورة العمل على وضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية، وبما يضمن أيضا احترام وإثراء التراث الثقافي العربي العريق .
وأضاف "أبو الغيط"، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال دائرة الحوار العربية "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي .. تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"، المنعقدة اليوم في القاهرة وتستمر يومين: "أن عددًا كبيرًا من الدول العربية باتت تسعى وبقوة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومواكبة تطورات ومتطلبات العصر الحديث في هذا المجال المهم، وأيضًا استغلال الطاقات والفرص الكامنة لديها"، لافتًا النظر إلى أن العديد من الدول العربية أطلقت مبادرات لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية فحسب، بل هو ثورة في طريقة التفكير والعمل، وهي منصة لإنتاج التكنولوجيا والأفكار الجديدة في كل المجالات، داعيًا إلى ضرورة استخدام هذه الأداة بحكمة ومسؤولية في جميع مناحي الحياة، التي أصبحت تتأثر بالذكاء الاصطناعي بما في ذلك مجال الدبلوماسية حول العالم .
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية في ختام كلمته، عن ثقته في أن توصيات دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي سوف تُسهم في صياغة وثيقة تاريخية تدعو إلى تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية، كما ستُسهم في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي.
ويذكر أن المؤتمر تحت رعاية الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة العربية، ويستمر لمدة يومين اليوم وغدا، ويشارك فى دائرة الحوار، خبراء ومتخصصين وشخصيات دبلوماسية وأكاديمية، وتأتي دائرة الحوار العربية، في إطار تنفيذ قرار الدورة العادية الأخيرة السادسة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك التي عقدت برئاسة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في أبريل الماضي بهذا الشأن.
وجاء في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أنه فـي ظـل التقـدم التكنولوجـي المتسـارع والتحـولات الرقميـة الكبـرى التـي يشـهدها العالـم اليـوم، أصبحـت تطبيقـات الـذكاء الاصطناعي، محوريــة فــي مختلــف المجالات، هــذه التطبيقــات ليســت فقــط أداة لتحــسين الكفــاءة والإنتاجيــة، بــل تشــكل أيضا مستقبلا جديدا يحمـل فـي طياتـه فرصـا وتحديـات ضخمـة، تبـرز أهميـة تنـاول هـذا الموضوع بعمـق فـي المنطقة العربيـة، التـي تسـعى جاهـدة لمواكبة هذه التـطورات وتحقـيق أقــصى استفادة منها، ومـن هـذا السـياق، تأتـي مبـادرة عقـد دائـرة حـوار عربيـة حـول الاتجاهـات الحديثـة فـي تطبيقـات الـذكاء الاصطناعـي وأخلاقيـات اســتخدامه وتأثيرهــا علــى المنطقــة العربيــة، ويشــارك فــي هــذه الدائــرة نخبــة مــن كبــار الخبــراء والمتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعيلبحــث ومناقشــة أحــدث التطــورات والتطبيقــات، وتبــادل الافــكار حــول التحديــات الاخلاقية المترتبة علــى اســتخدام الذكاء الاصطناعي، وتأثــير هذه التكنولوجــيات عــلى المجتمع والاقتصاد في العالم العربي.
وسـتوفر هـذه الدائـرة الحواريـة منصـة فريـدة للتفاعـل البنـاء وتبـادل الخبـرات، بهـدف صياغـة رؤى مشـتركة واسـتراتيجيات مسـتقبلية، تسـهم فـي تعزيـز الابتـكار وتحقيـق التنميـة المستدامة فـي المنطقة العربيـة، وتتطلع دائرة الحوار الي الخروج بحـوار مثمـر وبنّاء يسـاهم فـي توجيـه الجهـود نـحو مـستقبل مزدهر يـعزز من مكانة المنطقة العربـية في الذكاء الاصطناعي العالمي.
ويهدف المؤتمر أيضا العمل على ترســيخ مكانــة المنطقة العربيــة كقائــد عالـمي فــي تســخير الــذكاء اإلصطناعــي مــع الحفــاظ علــى هويتهــا الثقافيــة وقيمهــا الغنيــة، مع تدشين وثيــقة تاريخــية تدــعو إلى الحــفاظ عــلى الهوية العربــية في ظل التــقدم التكنولوجي الــسريع، وسـتقترح هـذه الوثيقـة التشـريعات والأطـر الأساسـية لتنظيـم اسـتخدام الـذكاء اإلصطناعـي بمـا يتماشـى مـع القيـم العربيـة الأصيلـة،وضـمان احـترام الابـتكار للـتراث الثقافي وإثرائه.