اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران وسط تعهدات أذربيجانية بالحياد وتداعيات إقليمية مقلقة إيران تستهدف العمق العلمي الإسرائيلي.. هجوم صاروخي يضرب معهد وايزمان ويصعد التوتر الإقليمي إيران : تدمير مراکز تزوید الطائرات بالوقود والطاقة للاحتلال الإسرائيلي أمريكا: اغتيال وإصابة أعضاء بمجلس النواب من ولاية مينيسوتا الأمن الدولي يبحث الضربات الإسرائيلية على إيران لبنان يجري إجراءات أمنية واستخبارية لمنع هجمات تورط البلاد في الحرب إيران تتهم الولايات المتحدة بدعم إسرائيل حتى تجاوزت الخطوط الحمراء د. محمد جاد الزغبي يكتب: إيران وضربة (الغشيم) تحركات عربية ودولية لخفض التصعيد العسكري بين إيران والاحتلال الإسرائيلي تحرك الجيش السوداني نحو المثلث الحدودي و«الدعم السريع» تقصف الأبيض.. تفشي الكوليرا بـ«نهر النيل» ماكرون يحمل إيران المسؤولية ويفعل «نظام الحارس» في فرنسا التصعيد يدخل يومه الثاني.. إسرائيل تضرب «منظومات دفاعية» وصواريخ إيران تتسبب في مقتل شخصين

وكيل الأزهر: نقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم

وكيل الأزهر
وكيل الأزهر

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا لسنا في حفل تتخرج فيه طبيبات ماهرات بعلوم الطب والتشريح فحسب، ولكننا أمام دليل عملي وبرهان واقعي يكشف بهتان المفترين الذين أظلمت عقولهم، وظلمت ألسنتهم فراحوا ينشرون بين الحين والآخر أن الإسلام ظلم المرأة! فكيف ظلمها وقد فتح لها آفاق العلم الرحبة؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد أباح أن تطلع على المراجع والكتب الأجنبية بما يثقفها ويوجهها ويعلمها؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد جعلها طبيبة تعالج الأمراض وتخفف الآلام؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!


وأضاف وكيل الأزهر خلال حفل تخرج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة، أن من تأمل تاريخ الإسلام وجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية التي وصلت فيها المرأة المسلمة إلى أسمى الدرجات العلمية والعملية، دون أن تخل أو تفرط في واجباتها بنتا وزوجا وأما، ومن الأعاجيب أن بعض المتصدرين يحاولون وضع المرأة بين مسارين: إما أن تثبت ذاتها، وتحقق مكانتها، وإما أن تقوم بواجبها الذي يناسب فطرتها، وكأنها بين خيارات متقابلة متعارضة!

وتابع وكيل الأزهر، أن الأغرب أن هذا الخطاب المنحرف يحاول بالإغراء مرة وبالإلحاح ثانية وبالخداع أخرى أن يجبر المرأة على السير في هذا الطريق الذي قد يتعارض في بعض ملامحه مع خصائصها، فالتاريخ المشرق لهذه الأمة يقف شاهدا على المحرفين الذين يحاولون تجذير القطيعة بين المرأة وطبيعتها وطموحها، فكم حمل التاريخ من نماذج النساء اللاتي جمعن بين هذه الأمور كلها في غير تدافع ولا معارضة، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة بن الزبير ابن أختها: «ما رأيت أعلم بالطب من عائشة»، فأين المفترون من هذا التاريخ ؟!

وأردف وكيل الأزهر أن حفلنا اليوم هو فرحة تتجدد بزهرات من خير أمة أخرجت للناس، يقد من برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، مؤكدا أن الأزهر الشريف ليقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى في تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.

وأوضح وكيل الأزهر أن هذا الحفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما أن الخريجات والآباء والأمهات لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكنّ إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكنّ عند شهادة التخرج، وإنما أريدكنّ جميعا أن ترفعنّ راية الأزهر فتكنّ إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعى كل واحدة منكنّ إلى الحصول على شهادة الخيرية بخدمة الناس ونفعهم، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكنّ أن تجمعنّ إلى جنب ذلك دعوة الناس إلى الله، وبث الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.

وبيّن وكيل الأزهر أنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، فإن الناظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها ، وما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات يدرك أنه واقع متسارع معقد يوجب على المخلصين والمخلصات من أبناء الأمة البررة أن يتحملوا الأمانة بحب، وأن يعبروا عن الأمة ودينها ورسالتها وتاريخها وقيمها وحضارتها بالحكمة والموعظة الحسنة.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه لا أشد لحظة واحدة في أنكنّ - أيتها الطبيبات - قادرات - بوعيكنّ الديني وحسكنّ العلمي - على إدراك هذه التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هُويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكنّ أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.

موضوعات متعلقة