اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
شيخ الأزهر: مستعدون لزيادة المنح الدراسية لطلاب مالي وإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية مفتي الديار المصرية: نسعى لوضع قانون يُجرِّم الفتوى من غير المختصين بالتعاون مع الأزهر والأوقاف أمين البحوث الإسلامية: قضية الاستخلاف في الأرض تقتضي تكريم الإنسان وحفظه من الإهانة ما حكم الزواج بدون شهود؟.. الإفتاء تجيب الدكتور أسامة الأزهري: شعار وزارة الأوقاف هو البر والاحترام والاعتراف بجهود كل من خدم المؤسسة صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.. مفاوضات حاسمة وتحديات سياسية قبيل دخول ترامب البيت الأبيض أمين «البحوث الإسلامية»: الانتشار الميداني بين الناس ضرورة لاستعادة القيم مفتي الديار المصرية: هدفنا إعادة الوعي الصحيح والبناء العلمي بما يلبى الواقع بارنييه أمام معركة حاسم.. حكومة فرنسا بين التحديات البرلمانية وتهديدات حجب الثقة تشاد تضع حداً لعقود من التعاون العسكري مع فرنسا.. بداية فصل جديد في العلاقات الأفريقية الجامع الأزهر: المرأة ركيزة أساسية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز قدراتهم الرئيس السيسي يستقبل مستشار الرئيس الكونغولي لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات

التقيّة الإيرانية.. طهران تتنصل من دعم الحوثيين وتبرر تهديدات الملاحة الدولية

الحوثيين
الحوثيين

تبرأت إيران من أي علاقة بهجمات ميليشيا الحوثي المتواصلة على السفن التجارية في ممرات الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، وذلك في أعقاب تصاعد الهجمات التي استهدفت السفن في المنطقة على مدار عام كامل. وقد جاءت هذه التصريحات في سياق بيان إيران خلال اجتماع "المنظمة البحرية الدولية"، حيث نفت طهران أي دور في "زعزعة الملاحة البحرية في البحر الأحمر"، مؤكدة التزامها بقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالعقوبات المفروضة على ميليشيا الحوثي وحظر بيع الأسلحة إلى اليمن.

وفي تصريحاته خلال الاجتماع، قال مساعد وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني، علي أكبر صفائي، إن "اليمنيين (الحوثيين) مستقلون ويتخذون قراراتهم بحرية وفقًا لمصالحهم"، وهو ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية. ومع ذلك، يأتي هذا النفي الإيراني في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية التي تشير إلى الدعم المستمر من طهران للحوثيين في تطوير قدراتهم العسكرية، بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية في الممرات البحرية الحيوية.

التقرير الأممي يفضح تورط طهران في دعم الحوثيين

من جهة أخرى، دحض خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم الأخير المزاعم الإيرانية، مؤكّدين أن ميليشيا الحوثي لا تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن إيران. التقرير الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي سلط الضوء على الدور المهيمن لقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في صنع القرار لدى الحوثيين، مشيرًا إلى أن قيادات إيرانية بارزة مثل الفريق عبدالرضا شهلائي، المسؤول عن الأنشطة العسكرية والاستراتيجية للحوثيين، تشارك في إدارة العمليات العسكرية والتخطيط للهجمات ضد السفن في البحر الأحمر.

التقرير أشار أيضًا إلى الدور المباشر لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تقديم المشورة للحوثيين حول استراتيجياتهم العسكرية، بما في ذلك إدارة القوات البحرية والجوية للميليشيا، وهو ما يعزز الادعاء بأن الحوثيين ما هم إلا أداة بيد إيران في تنفيذ أجندتها الإقليمية.

التقيّة الإيرانية والتأكيد على استقلالية الحوثيين

في ردود الأفعال السياسية، اعتبر الباحث السياسي الدكتور علي العسلي أن تبرؤ طهران من الهجمات الحوثية يأتي في إطار مبدأ "التقيّة" الذي تقوم عليه السياسة الإيرانية، وهو ما يعني أن طهران تتنصل من مسؤولية أنشطتها العسكرية عندما تكون تحت الأضواء، بينما تواصل دعمها السري للحوثيين من خلال الحرس الثوري. وأشار العسلي إلى أن الهجمات البحرية والعمليات العسكرية في المنطقة، بما في ذلك التهديدات ضد إسرائيل، يتم تنسيقها وإدارتها من قبل إيران عبر وحدة فيلق القدس.

إيران والحوثيون: علاقة الوكيل والموالي

من جهته، يرى مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن إيران تستخدم الحوثيين كأداة لتنفيذ أطماعها التوسعية في المنطقة، مشيرًا إلى أن طهران عندما ترغب في إظهار سيطرتها على هذه الميليشيات، تؤكد على دورها القيادي، أما عندما ترغب في التنصل من تبعات أنشطة الحوثيين، تقوم بالتأكيد على استقلاليتهم.

الخبرات العسكرية الإيرانية في اليمن

أما الخبير العسكري العقيد محسن مسعد، فأوضح أن الحوثيين، الذين ينحدرون من بيئات جبلية ووعرة، لا يمتلكون الخبرة العسكرية اللازمة لتنفيذ هجمات معقدة ضد أهداف بحرية متحركة كالسفن التجارية. ولفت إلى أن الخبراء العسكريين الإيرانيين هم من يساهمون بشكل أساسي في تدريب الحوثيين وتزويدهم بالأسلحة والمعدات اللازمة، مما يوضح أن هذه العمليات تتم بتوجيه مباشر من طهران.

وفي هذا السياق، أشار العقيد مسعد إلى أن سفينة "بهشاد" الإيرانية كانت تقوم بمراقبة ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث كانت تجمع بيانات السفن المستهدفة، وهو ما يعزز شكوك الدول الغربية بشأن تورط إيران في تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية.


في ضوء هذه التطورات، يبدو أن إيران تسعى لتوجيه اللوم على الحوثيين في وقت تتزايد فيه الأدلة على دعمها المباشر للميليشيا، مما يسلط الضوء على تعقيدات الصراع في المنطقة وأدوار القوى الإقليمية والدولية في إدارة الأزمات الأمنية في البحر الأحمر والخليج.