اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

ترامب وحسابات اليمين المتطرف الإسرائيلي.. فوز قد يورطهم في صفقات السلام

دونالد ترامب
دونالد ترامب

بخلاف الرأي السائد في إسرائيل، والذي يعتقد أن فوز دونالد ترامب بمقعد الرئاسة الأمريكية سيكون بمثابة انتصار لليمين المتطرف الإسرائيلي، رأى تقرير لموقع "بلومبيرغ" أن هذا الفوز قد يمثل "مصيدة" لهذه الفصائل المتطرفة، مما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة على المدى البعيد.

وأشار التقرير إلى أن اليمين المتطرف في إسرائيل كان في حالة من الابتهاج منذ اليوم التالي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث شعروا بالثقة بعد إعلان فوز ترامب، ولكن هذه الفرحة قد تكون مبالغ فيها. بينما يُرحب اليمين بفوز ترامب، باعتباره أحد أبرز الداعمين لإسرائيل، يرى التقرير أن ترامب قد يتخذ خطوات قد لا تكون في صالح هذه الفصائل على المدى الطويل.

ترامب والصفقات السريعة

ذكر التقرير أن ترامب، المعروف بـ "رجل الصفقات"، قد يسعى إلى إنهاء سريع للحروب في لبنان وغزة، وربما يقترح عقد اتفاق عربي إسرائيلي يُفضي إلى حل الدولتين بشكل غير تقليدي. على الرغم من الدعم الواسع الذي يلقاه ترامب في إسرائيل، حيث أظهر استطلاع للرأي أن ثلثي الإسرائيليين يدعمون عودته إلى البيت الأبيض، فإن تحركاته قد تتناقض مع طموحات اليمين المتطرف الإسرائيلي.

اليمين المتطرف الإسرائيلي وتوقعات "الصفقة"

قال وزير المالية الإسرائيلي، الذي ينتمي إلى حركة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، إن فوز ترامب يمنح إسرائيل فرصة لفرض سيادتها على الضفة الغربية. ويعيش في هذه المنطقة نحو 3 ملايين فلسطيني دون جنسية. من جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي المُعين حديثًا، يسرائيل كاتس، إلى شن غارة جوية على البرنامج النووي الإيراني، وهو الأمر الذي يعكس التوجهات التصعيدية التي قد يشجعها اليمين المتطرف في إسرائيل.

لكن التقرير أشار إلى أن هذا الحماس قد يتبدد إذا بدأ ترامب في اتخاذ خطوات قد تضعف موقف اليمين المتطرف. فقد أشار الموقع إلى تصريحات سابقة لترامب، حيث قال إنه يريد إنهاء الحروب في غزة ولبنان بحلول نهاية فترته الرئاسية. هذه التصريحات قد تمنح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذريعة لكبح جماح شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وتقديم حجج بأنه "لا خيار سوى وقف الحرب" بسبب ضغط الرئيس الأمريكي.

الضغط على الفلسطينيين وحلول بديلة

وبينما يواجه الفلسطينيون صعوبة في التأثير على سير المفاوضات في ظل عدم وجود قوة سياسية توازي قوة إسرائيل وحلفائها، أشار التقرير إلى أن ترامب قد يدفع باتجاه حلول استراتيجية قد تشمل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ولكن بشروط قد لا تروق للفلسطينيين.

وتوقع التقرير أن يقبل نتنياهو، في النهاية، صفقة قد تفرض سلامًا مع دول عربية في مقابل تنازلات للفلسطينيين، مثل ضم 30% من الضفة الغربية ضمن خطة إدارة ترامب الأولى، التي كانت تتضمن منح الفلسطينيين الباقي لإقامة دولتهم، شريطة أن تكون منزوعة السلاح.

الرفض الفلسطيني وعدم القدرة على التأثير

على الرغم من أن الفلسطينيين قد يرفضون هذه الحلول، إلا أن رفضهم قد لا يكون له تأثير كبير على سير المفاوضات في الوقت الحالي. فالفلسطينيون يعانون من ضعف القوة السياسية، مما قد يجعلهم غير قادرين على التأثير بشكل فعال في مثل هذه المفاوضات المعقدة.

الاستنتاج: بينما يعرب اليمين الإسرائيلي عن فرحته بفوز ترامب، يرى البعض أن هذا الانتصار قد لا يكون في مصلحته على المدى البعيد، حيث قد يدفع ترامب في النهاية باتجاه حلول تسوية مع العرب قد لا تلبي تطلعات اليمين المتطرف في إسرائيل، مما قد يشكل تحديات جديدة لهذا التيار السياسي في إسرائيل.

موضوعات متعلقة