نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري: الإسلام شجع على التنمية المستدامة
قال الدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، إن أهم ما يشغل العالم في القرن الحادي والعشرين التنمية المستدامة، التي تعمل كل أمة على الوصول للغاية فيها؛ إذ أصبحت التنمية المستدامة عنوانًا للتقدم الحضاري اقتصاديًّا واجتماعيًّا وبيئيًّا بتعظيم الموارد الطبيعية واستخدامها الاستخدام الأمثل، مع المحافظة عليها من التلوث أو الإفساد أو إهدارها دون الاستفادة منها؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بمحافظة الدقهلية تحت عنوان: «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي».
نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى التنمية المستدامة
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن الإسلام دعا إلى التنمية المستدامة؛ لتحقيق عمارة الأرض، كما في قوله تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾ وكما جاء في السنة المطهرة: «ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة»، وقوله - صلى الله عليه وسلم : «إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها، فإن له بها صدقة».
نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام شجع على التنمية المستدامة
وأكد الصاوي أن الإسلام شجع على التنمية المستدامة؛ فجعل مادة التنمية شركة لكل الناس، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار». وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحيا أرضًا مواتًا فهي له».
نائب رئيس جامعة الأزهر يستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية باتجاه الدولة الإسلامية للتنمية المستدامة
وشدد أن اتجاه الدولة الإسلامية إلى التنمية المستدامة مستند على قوله سبحانه وتعالى: ﴿ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلًا ما تشكرون ) أي: مكناكم من سكنى الأرض وزراعتها والتصرف فيها، مضيفًا أن مجالات التنمية المستدامة تتنوع فتدخل في شتى المجالات؛ ففي مجال الزراعة والمحافظة على الماء وشق التربة بالخيرات يأتي قوله تعالى: ﴿فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم﴾.
وهذا ما قاله علي بن أبي طالب إلى واليه على مصر: «وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج؛ لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة ومن طلب الخراج من غير عمارة أخرب البلاد».
وما قاله عمر بن عبد العزيز إلى بعض ولاته: «ولا تركن أرضًا بورًا وادفعها إلى من يقوم بزراعتها بالنصف، وإلا قسم بالثلث أو الربع أو الخمس حتى العشر، وإلا فادفعها لمن يزرعها دون أن تأخذ منه شيئا» حيث نظر إلى أن الهدف ليس ملء خزائن بيت المال به، وإنما الهدف أن تتوافر السلع أمام الناس في أسواقهم. فإن ذلك هدف من أهداف الدولة.
مجال الصناعة
وأوضح الصاوي أن في مجال الصناعة يقول الله تعالى: ﴿والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعا﴾.
إلى حين والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليك لعلكم تسلمون﴾ وكذلك قوله تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس﴾أي: في معاشهم ومصالحهم.
مجال التجارة
وأضاف أنه في مجال التجارة يقول الله سبحانه: ﴿فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور﴾ وقوله: ﴿ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون﴾.
الاقتصاد الأخضر
وأما عن الاقتصاد الأخضر فقال: إنه يقوم على استخدام الطاقة المتجددة، بخلاف الاقتصاد التقليدي الذي يقوم على النفط والفحم وأشباهها من ملوثات البيئة.
وأهم مجالات الاقتصاد الأخضر التحديات البيئية بواسطة خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري وتحسين إدارة وكفاءة استخدام الموارد، وتخفيض حجم النفايات وإدارتها بشكل أفضل، وحماية التنوع البيولوجي، وتحقيق النمو الاقتصادي من خلال الاستثمارات الخضراء التي تدفع عجلة النمو الاقتصادي على المدى الطويل ، والقضاء على الفقر، وخلق فرص عمل.
وأكد أن التحول للاقتصاد الأخضر ينتج عنه فرص عمل لعدد من الوظائف الخضراء في مختلف القطاعات الاقتصادية، كما تمثل الطاقة المتجددة فرصًا اقتصادية رئيسة، وتأثير المباني جزء من جهود بناء المدن الخضراء عملا مهما في خفض انبعاث الاحتباس الحراري
نائب رئيس جامعة الأزهر: الاقتصاد الأخضر يرتبط بتوفير الطاقة
وأضاف أن الاقتصاد الأخضر يرتبط بتوفير الطاقة، وتوسيع طلب السوق وخلق فرص عمل جديدة لتحقيق التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية ، والقضاء على الفقر على المدى البعيد ، والحفاظ على البيئة
وشدد أن الدولة المصرية اتخدت خطوات جادة في التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ فقد سارت الدولة في المجال الزراعي بزيادة عشرة ملايين فدان في الرقعة الزراعية، أنجز بعضها وتستكمل الباقي على المدى القريب.
المجتمعات العمرانية
وفي مجال المجتمعات العمرانية الجديدة لتوسيع الرقعة المستغلة لاستيعاب الأجيال القادمة أقامت مدنًا جديدة تتحدث عن نفسها.
وفي مجال استغلال المعادن وكنوز مصر، فقد تقدمت مصر في هذا المجال لفتح مجالات عمل للشباب، ولتوسيع الموارد الاقتصادية للدولة المصرية.
وفي مجال الصناعة فقد أنشأت مدنًا صناعية جديدة؛ لتوسيع قدرات البلاد الاقتصادية، وفتحت مجالات عمل للشباب، وكذا في مجال تدوير المياه، فإن الدولة المصرية أقامت محطات لتنقية المياه والانتفاع بها بدلًا من هدرها.
كما تم البحث عن تعظيم القدر المتاح بالبحث عن المياه الجوفية، وترشيد المياه بالري بالتنقيط، واستخدام سلالات قليلة الاحتياج للماء خصوصا في البيئة الصحراوية، وكذلك تحلية مياه البحر والاستفادة منها في الزراعة والاستخدام الإنساني
وفي مجال الطاقة النظيفة فقد أنشأت مصر محطة الضبعة النووية للاستخدامات السلمية وتوليد الكهرباء وكذلك الشمسية.
وأشار إلى أن مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالدقهلية بالتعاون مع كليتي الشريعة والقانون بطنطا ودمنهور حول التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ليلقي الضوء على الجهود العلمية المبذولة من الأزهر الشريف جامعًا وجامعة لفتح المجال أمام جهود الدولة المصرية والأمة العربية والإسلامية لتعظيم الموارد بما يحقق الرفاهية ويفتح مجالات لخلق فرص عمل جديدة.
جدير بالذكر أنه قد شهد المؤتمر جمع غفير من عمداء الكليات والوكلاء وأعضاء من مجلسي الشعب والشورى، وقيادات تنفيذية وسياسية.