اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

بزوغ الأمل.. جهود أفريقية وأمريكية لإنهاء أزمة السودان

الحرب في السودان
الحرب في السودان

في أول زيارة له منذ اندلاع الحرب في السودان، أجرى وفد من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي مشاورات مع المسؤولين السودانيين في بورتسودان، بهدف تفعيل الدور الأفريقي في معالجة الأزمة الحالية وإنهاء تعليق عضوية البلاد في الاتحاد.

وتأتي هذه الزيارة بعد تولي مصر رئاسة مجلس السلم والأمن في مطلع أكتوبر الجاري، حيث يضم الوفد سفير مصر لدى إثيوبيا، ومفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأفارقة.

خلال المباحثات، التقى الوفد برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، حيث تم تناول الخريطة المقترحة لاستعادة عضوية السودان في الاتحاد، والتي تشمل إحراز تقدم بشأن متطلبات تجميد العضوية، واقتراح وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى خطوات لإعادة البلاد إلى الحكم المدني والتحول الديمقراطي.

رفض التدخل الأجنبي

وأكد البرهان للوفد أن توصيف الاتحاد للأحداث التي شهدتها البلاد في أكتوبر 2021 على أنها انقلاب غير دقيق، واعتبر الوضع الحالي بمثابة "استعمار جديد" من قبل مليشيات متمردة ومرتزقة أجانب. كما أشار إلى الرفض القاطع للسيطرة الأجنبية على السودان.

من جانبه، أكد رئيس الوفد الأفريقي أهمية إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة عضوية السودان، مشدداً على ضرورة إحلال السلام ووقف إطلاق النار لدعم المساعدات الإنسانية.

تحركات أمريكية

على الصعيد الأمريكي، ينتظر وصول المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريلو إلى العاصمة الإدارية المؤقتة، حيث يسعى لإنعاش عملية السلام المتعثرة. وقد بدأ بيريلو زيارة إلى نيروبي وأديس أبابا لمتابعة الجهود الدبلوماسية.

يأتي هذا التحرك الأميركي بعد تعثر الجهود السابقة، ويتوقع بعض المحللين أن تسفر زيارة بيريلو عن نتائج إيجابية، خصوصاً أنها تأتي بعد لقاء البرهان في نيويورك.

آفاق المستقبل

يعتقد بعض الخبراء أن السودان قد يواجه تحديات في علاقته مع الولايات المتحدة، وقد ينظر بقلق إلى أي دعم يُقدم لقوات الدعم السريع. ورغم التقدم الذي يحرزه الجيش السوداني، يرى البعض أن الحكومة ستحتاج لتقديم تنازلات لتحقيق التوازن بين العلاقات الداخلية والخارجية.

تتجه الأنظار إلى كيفية تطور هذه المشاورات وتأثيرها على الأوضاع في السودان، في ظل التوترات المستمرة والأزمات الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني.


وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية، محمد أحمد الجاكومي، أن الشعب السوداني سيتغلب في نهاية المطاف على مليشيا الدعم السريع، مشدداً على وقوف المواطنين خلف القوات المسلحة في الحرب الحالية.

وفي تصريحات صحفية عقب اجتماع القوى السياسية والمدنية مع وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي في بورتسودان، رفض الجاكومي الاتهامات الموجهة للجيش بارتكاب انتهاكات إنسانية، مؤكداً أن الجيش يعمل على حماية المواطنين.

كما انتقد موقف المجلس والاتحاد الإفريقي تجاه الحرب، مطالباً بزيارة للمدن الآمنة لتقييم أوضاع المواطنين وآثار الحرب. واعتبر أن توجه المواطنين نحو مواقع الجيش يعكس الثقة في قدرته على توفير الأمن والطمأنينة.